برلين (زمان التركي)ــ سلط تقرير لصحيفة (أحوال تركية) الضوء على معاناة عشرات الأطفال المسجونين في تركيا مع أمهاتهم بتهمة المشاركة في المحاولة الإنقلابية، وهي التهمة التي حبست بها تركيا منذ عام 2016 وحتي الآن نحو 18 ألف سيدة بموجب حالة الطوارئ.
وقال التقرير الذي رصد قصصاً إنسانية واقعية من داخل المعتقلات التركية أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى وجود “669 طفلاَ في السجون التركية.. 64 بالمئة منهم دون سن الثالثة”.
وأشار التقرير إلى أن القانون التركي لم يكن يسمح بإيداع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر في السجن مع أمهاتهم، بينما بعد فرض حالة الطوارئ ” حتى حديثي الميلاد يمكن وضعهم في السجون”.
وأوضح تقرير أحوال تركية أن السجون التركية صارت “مكتظة” بعد أن “أضيف آلاف المحتجزين في عمليات مداهمة أعقبت محاولة الانقلاب”.
وصور أبرز أوجه معاناة هؤلاء الأطفال بالقول “هناك ينبغي أن ينام الأطفال في أسرة أمهاتهم ولا يسمح لهم بسرير خاص أو منفصل.أكثر من 80 بالمئة من الأطفال المحتجزين برفقة أمهاتهم في السجون التركية لا يحصلون على أي حقوق تعليمية. وهناك 18 بالمئة فقط منهم يحصلون على تعليم ما قبل الأساسي أو ينعمون بخدمات الحضانة. لكن حتى هذه الخدمات تفتقر للمواد التعليمية”
وفي التقرير يقول ألبير يالجين ممثل شبكة الطفل التابعة لمؤسسة المجتمع المدني في نظام القضاء الجنائي إن “هناك حاجة لصدور قانون جديد.-بخصوص الأطفال في السجون- وأضاف “نحتاج لقوانين جديدة تراعي مصالح الأطفال وتضع ما يحتاجونه في المقام الأول. على سبيل الثال هناك مشكلة كبيرة في كثافة أعداد الأطفال المحتجزين.. والحكومة تدرس خفض السن المسموح به (لاحتجاز الأطفال في السجون) من ست سنوات إلى ثلاث. هذا هو الشيء الوحيد الذي تناقشه الحكومة حاليا على حد علمنا.”.
يُذكر أنه عقب المحاولة الانقلابية قامت السلطات التركية باعتقال أكثر من 50 ألف شخص وفصل ما يفوق 150 ألف موظف حكومي بموجب مراسيم حالة الطوارئ المعلنة بزعم التصدي للانقلاب الفاشل.