القاهرة (زمان التركية)ــ أعلنت وزارة الآثار في مصر عن اكتشاف أثري جديد في منطقة الأهرامات في مصر، وهي مقبرة السيدة “حتبت” التي تنتمي إلى الأسرة الخامسة.
السيدة “حتبت” كما تقول وزارة الآثار المصرية كانت من كبار الموظفين بالبلاط الملكي خلال نهاية عصر الأسرة الخامسة من الدولة الفرعونية القديمة، وكشفت غرف وجدران مقبرتها أسرارا جديدة عن تاريخ مصر القديم وحضارة المصريين، وكيف كانوا يعيشون، بحسب تقرير لموقع (العربية. نت).
وكان من أبرز وأطرف ما كشفت عنه المقبرة هو ظهور أدوار للقرود في حياة المصريين القدماء، فقد كان يتم استخدامها في جمع الفاكهة والموسيقى، وأوضحت الصور التي عثر عليها أثناء أعمال التنقيب ذلك بوضوح.
وتحمل مقبرة “حتبت” كما تقول وزارة الآثار، جميع سمات عصر الأسرة الخامسة من حيث التخطيط المعماري والعناصر الفنية، حيث تتكون من مدخل يؤدي إلى مقصورة على شكل حرف “L” بها حوض للتطهير حفر عليه أسماء صاحبة المقبرة، وألقابها منها الكاهنة، وأحد كبار الموظفين ذات الصِّلة بالبلاط الملكي.
وتضيف الوزارة أنه في نهاية ممر المقصورة من الناحية الغربية، يوجد مدخل به درج اصطف على جانبيه حامل للبخور والقرابين يؤدي إلى حجرة صغيرة بها ناووس كان يوجد به تمثال لصاحبة المقبرة لم يتم العثور عليه حتى الآن، و بأرضية المقصورة يوجد مائدة صغيرة للقرابين.
جدران المقبرة كانت مزينة بمناظر ملونة تصور السيدة “حتبت” في وضع الوقوف وهي تستعرض مناظر صيد الطيور والأسماك، بالإضافة إلى مناظر لصناعات مختلفة كصناعة مراكب البردي والجلود وصهر المعادن، ومناظر للرعي وذبح الحيوانات، وجمع الفاكهة وفرق موسيقية ورقص الفتيات، وكافة مظاهر الحياة في مصر القديمة.
وتظهر صاحبة المقبرة في مناظر أخرى وهي جالسة أمام مائدة للقرابين تستقبل القرابين المقدمة من أبنائها.
وتقول وزارة الآثار إنه يوجد أيضا على أحد جدران المقبرة مناظر متميزة لقردين حيث كانت القردة حيوانات تساعد المصريين، ويصور المنظر الأول قردا يجمع ثمار الفاكهة، وهو منظر شوهد أيضا داخل مقبرة “خنوم حتب الثاني” بمنطقة بني حسن الأثرية في محافظة المنيا، وترجع إلى عصر الأسرة الثانية عشرة من الدولة الوسطى، وهو ما يكشف براعة المصريين في استخدام القردة لمساعدتهم في أعمال الزراعة.
أما المنظر الآخر فيصور أحد القردة وهو يرقص مع فرقة موسيقية كاملة، وهو منظر يوجد مثله بمقبرة “كا عبر” بمنطقة آثار سقارة من عصر الأسرة الخامسة، وفيه يظهر القرد مع عازف وحيد وليس مع فرقة موسيقية كاملة.
ويقول خالد العناني، وزير الآثار، إن المقبرة يرجع عمرها إلى 4400 عام، وصاحبتها كاهنة ذات مكانة اجتماعية رفيعة في ذلك الوقت في الدولة المصرية، وجدرانها تحكي تفاصيل جديدة في حياة المصريين القدماء، وتصور معالم طريقتهم في صناعة المراكب وصيد الطيور، وكيف عرفوا الموسيقى وأجادوها، وكيف استخدموا الحيوانات الأليفة والمستأنسة في مساعدتهم بأعمالهم اليومية.
ويقول رئيس البعثة الأثرية، مصطفى الوزيري، إن المناظر داخل المقبرة تصور قردا، وكان شائعا في ذلك الوقت الاحتفاظ بهذا الحيوان الأليف في المنازل، حيث كان يقوم بجني وحصد الثمار، وشوهد يرقص أمام فرقة موسيقية.