القاهرة (زمان التركية)ــ يستعرض كتاب “التعايش مع الآخر في ضوء السيرة النبوية (الأسس والمقاصد)” لمؤلفه فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق قواعد وأسس التعايش مع الآخر في جـميع الأحوال والأزمان والأماكن.
ويتحدث الكتاب المشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب، عن كيف يصبح الـمسلمون في تناسق واندماج مع العالم الذي يعيشون فيه؛ بمـا يضمن تفاعلهم مع الآخر، وتواصلهم معه دون تفريط في الثوابت الإسلامية.
يقول المؤلف: إنَّ الأصل في علاقات الـمسلمين بغيرهم هو السلم والـمسامـحة، ولا يغيّر العلاقة السلمية إلا ما يطرأ عليها من اعتداء غير الـمسلمين على نحو مباشر أو غير مباشر على حرية الدعوة، أو على أحد الـمسلمين فوق أي شبر من الوطن الإسلامي؛ أما علاقة الـمسامـحة فثابتة تـحت أي ظرف من الظروف، وهي ترتكز على عدم إكراه غير الـمسلمين على اعتناق الإسلام بأي وجه من الوجوه، مع وجوب عرضه عليهم دعوة وتبليغًا، وتـمكينهم من مـمارسة تعاليم دينهم، وعدم سب ما يعبدون على أن لا يمسوا بالشعور العام.
كما يلتزم الـمسلمون في علاقاتهم الإنسانية بغيرهم بالـمبادئ الخلقية الثابتة الواضحة، وأهمها التكريم، والرحمة، والـمحبة، والعدل، والـمساواة، والـمعاملة بالـمثل، والتمسك بالفضيلة، والحرية، والتسامح، والتعاون، والوفاء.
ويوجب الإسلام على الـمسلمين تقديم ما يدعم حسن الـمعاملة والـمعايشة مع غيرهم من الصلة والعطاء الـمالي والـمعنوي، كما يرغبهم في قبول هداياهم من الأشياء الـمباحة، وجواز الاستعانة بهم فيما يعود بالنفع على الطرفين، خاصة أهل الكتاب لقربهم من الأسس الإيمانية الصحيحة، وبالتالي إلى قلوب الـمسلمين.
لذلك على المسلم أن يتعامل مع غيره من غير الـمسلمين –سواء من أهل الكتاب من اليهود أو النصارى، أو من الـمشركين والكفار والـملحدين وغيرهم– حسب مبادئ وأسس وقواعد وضعها له منهج الإسلام؛ مأخوذة من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأنه من خلال استعراض سيرة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وسنته أمكن استنباط أربع صور أو نماذج متكاملة للتعايش مع الآخر، وهي عبارة عن نماذج ترسم خطة سويَّة للسلوك الاجتماعي والسياسي والدبلوماسي والاقتصادي لمعاملة المخالفين في الدين، في حال السلم وحال الحرب، وفي حال العدل وحال العدوان، وفي حال الرحمة وحال الطغيان.
وهذه النماذج هي صور جامعة لا يخرج بقاء المسلم في مجتمعه -تقريبًا- عنها، وهي تهدي المسلم ليتعايش مع كافة الأنظمة والأديان والحضارات، ولكن يجب علينا الإحاطة بتفاصيل تلك النماذج ودقائقها حتى نتمكن من الاستفادة منها وإحسان تطبيقها في واقعنا ومستقبلنا.
عن هذه المعاني وغيرها يتحدث فضيلته في هذا الكتاب الماتع، ويعرفنا كيف نتعايش ونتعامل مع الآخر.
يشار إلى أنه يمكن الحصول علي كتاب “التعايش مع الآخر في ضوء السيرة النبوية (الأسس والمقاصد)” لمؤلفه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء من معرض القاهرة الدولي للكتاب، جناح دار الانبعاث للنشر -امتداد ب| أمام سور الأزبكية-.