أنقرة (زمان التركية) – أفاد رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كليجدار أوغلو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو أول من أكسب الاتحاد الديمقراطي الكردي شرعية في منطقة الشرق الأوسط.
ولفت كليجدار أوغلو ألي استقبال أردوغان زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم في تركيا عام 2014 ومطالبة حزبه بالتصدي لنظام الأسد في سوريا، مشيرًا إلى أن القوات التركية تهاجم اليوم الاتحاد الديمقراطي الكردي في عفرين واستشهد جنود أتراك بنيرانهم.
وشدد كليجدار أوغلو على ضرورة اجتماع النظام التركي مع النظام السوري، مفيدا أنهم اقترحوا في عام 2012 عقد مؤتمر حول سوريا في تركيا، غير أن السلطات التركية رفضت هذا الأمر، موضحا أن تركيا لم تعد عنصرًا أساسيًا في القضية السورية بل عنصر حظ.
وذكر كليجدار أوغلو أن عملية عفرين ستفتح مرحلة جديدة بين تركيا ونظام الأسد، وأكد أن أنقرة ترى الآن أن الأسد حصل على دعم الولايات المتحدة أيضًا بعد روسيا، وأنه سيبقى في الحكم لفترات قادمة، لذلك لم يبقى هناك معنى لمطالبة الأسد بالتنحي عن الحكم
يشار إلى أن صالح مسلم كان قد وجه مؤخرًا انتقادات للرئيس التركي، بسبب تغير معاملته لهم، قائلاً أن أردوغان “استضافنا في بيته قبل يوم، ومن ثم أعلناعناصر إرهابية في اليوم التالي”، على حد قوله. وشدد مسلم على كونهم مجموعة تقاتل ضد تنظيم داعش الإرهابي، نافيًا أي علاقة لهم بتنظيم العمال الكردستاني في تركيا الذي باتت أنقرة تتهمهم بالانتماء إليه كمبرر لقتالهم.
وقبل أربع سنوات كانت الأمور مختلفة، إذ عقد أردوغان علاقات قوية مع أكراد سوريا بحيث منح زعيم الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي صالح مسلم جواز سفر تركي، ثم استضافه في العاصمة أنقرة لبحث مستقبل سوريا ووضع الأكراد هناك.
فضلاً عن ذلك، فإنه سمح بمرور مجموعة من قوات البشمركة التابعة للإدارة الكردية المحلية في شمال العراق من الأراضي التركية إلى الأراضي السورية من أجل مناصرة أكراد “كوباني” تجاه تنظيم داعش.
وكان صالح مسلم قال خلال مشاركته في برنامج على قناة سي إن إن التركية في عام 2014: “إن الجانب التركي تعهد لنا بتقديم الدعم لمنع سقوط مدينة “كوباني” شمال سوريا ذات الأغلبية الكردية”، وذلك خلال اللقاءات التي أجراها بمدينة إسطنبول (2014 – 2015).
لكن في عام 2016 أصدرت تركيا قرار اعتقال بحق مسلم، بعد أن أطاح أردوغان بطاولة مفاوضات سلام مع حزب العمال الكردستاني.