أنقرة (زمان التركية) – شنت فرق مكافحة الإرهاب حملة أمنية استهدفت “وقف الفرقان” الإسلامي للتعليم والخدمات بتركيا، تنفيذا لتعليمات نيابة أنقرة.
وخلال ساعات الصباح داهمت فرق مكافحة الإرهاب في العاصمة أنقرة مقر الوقف الذي يترأسه الشيخ ألب أرسلان كويتول، وهو زعيم جماعة إسلامية معروف بتصريحاته المعارضة للاعتقالات العشوائية، وقيادات الوقف.
وشهدت الحملة الأمنية إجراءات أمنية مكثفة، كما أخلت فرق العمليات الخاصة محيط مقر الوقف.
وخلال المداهمات التي شارك فيها أفراد العمليات الخاصة وقوات مكافحة الشغب وفرق مكافحة التهريب والجريمة المنظمة وفرق الأمن العام تم تحطيم بوابات الوقف الحديدية واقتحامه.
وتبين أن مدينتي نيغدا وألازيع شهدتا حملات أمنية بجانب الحملة الأمنية على مقر الوقف في العاصمة أنقرة، حيث تم اعتقال 21 شخصًا من بينهم رئيس الوقف ومؤسسه الشيخ ألب أرسلان كويتول.
وتواصل الشرطة عمليات تفتيش منازل قيادات الوقف والمؤسسات التابعة له، فيما أعلنت ولاية أضنة جنوب تركيا، التي يحظى وقف الفرقان بدعم كبير فيها، حظر أي نوع من الفعاليات الاجتماعية والاجتماعات الجماهيرية بسبب استمرار العمليات.
تجدر الإشارة إلى انتقاد رئيس الوقف ألب أرسلان كويتول في خطبة ألقاها خلال الأيام الماضية حملات الاعتقال التعسفية التي تشنها القوات التركية منذ المحاولة الانقلابية في صيف 2016.
واستنكر الشيخ ألب أرسلان كويتول في خطبته “الظلم” الذي تشهده تركيا حاليًا، مفيدا أنه يتوجب على حزب الرئيس أردوغان الذي اختار “العدالة والتنمية” اسمًا له أن يغير اسمه إلى “حزب الظلم والتنمية”، على حد تعبيره.
وشدد كويتول على أن تركيا لم تشهد هذا الظلم على مدار تاريخها الطويل قائلا: “لعنة الله على هذا النظام الظالم، ولا كتب الله نظام الحزب الواحد على تركيا مرة أخرى”.
وأوضح كويتول في الخطبة التي أزعجت النظام، أنهم أدركوا في مرحلة ما أن نظام الحزب الواحد يسفر عن سقوط الحكومة في فخ الديكتاتورية، مشددا على أن عهد الحكومات التحالفية كان أفضل ولم يشهد هذا القدر من الظلم.
وأضاف كويتول أن تركيا تشهد حاليا أشد عصورها ظلما وانتشارا للرشوة، مؤكدًا أنه لم يعد أحد يثق بالقضاء وتابع: “لعنة الله على ظلم أردوغان وحزبه، هناك عشرات الآلاف من المواطنين يقبعون داخل السجون ظلما بحجة الانقلاب الفاشل”.
وأدان كويتول صمت رجال الدين تجاه هذا الظلم، مشيرا إلى أن الظلم الذي تمارسه الحكومة تجاه آلاف الأبرياء ينفر الناس من الدين، كما ذكر أن السلطات تسكت الجميع بحجة المحاولة الانقلابية، متسائلا عما سيحدث عندما يتبين أن مسؤولي الحكومة وأردوغان كانوا على علم بأمر المحاولة الانقلابية.
وكان يعقوب كوسا، الكاتب في صحيفة “ستار” التي يصفها الشعب التركي بـ”الناطقة باسم الحكومة”، تقدم إلى النيابة العامة بشكوى عن الشيخ كويتول بدعوى أنه افترى على الشعب التركي الذي تصدى لمحاولة الانقلاب وسعى لتشويه صور هذا النضال التاريخي، على حد قوله، بينما تحدى الشيخ كويتول قائلاً بأنه لا يخاف من السلطات ومستعد لدفع ثمن الحقائق التي يعلنها للرأي العام.
وفي إطار تعليقه على اعتقال الشيخ كويتول، قال صاحب حساب “نبض تركيا”: “إن #أردوغان اعتقل الشيخ #ألب_أرسلان_كويتول؛ لأنه كشف عن “اليد الخفية” التي تسيّره من وراء الستار عندما أكد أن #أرجنكون / #الدولة_العميقة هي التي تنفذ العمليات العشوائية التي نفذت في البداية ضد #حركة_الخدمة فقط بعد شيطنتها، ومن ثم بدأت تشمل كل الحركات المدنية العلمانية أو الإسلامية،”، ثم أعاد تغريدة تتضمن مقطع فيديو يحتوي على تصريحات الشيخ المذكورة.
وكانت قوات الأمن التركية قد اعتدت على أعضاء وقف فرقان بسبب أسبوع “الميلاد السعيد للرسول عليه الصلاة والسلام” الذي أقامه الوقف العام الماضي، وأسفر عن إصابة الكثيرين، من بينهم عدد من النساء.
وخلاء اعتداء قوات الأمن على الفعالية، أبلغ أحد عناصر الشرطة أفراد الوقف أنه لن يسمح بإقامة فعاليتهم قائلا: “أنا إله هذا المكان” – على حد قوله – وسجلت الكاميرات أقواله.
وحبست السلطات التركية منذ محاولة الانقلاب أكثر من 55 ألف شخص، من بينهم 18 ألف سيدة وما يقرب من 700 طفل مع أمهاتهم بتهمة الانقلاب، حسب بيانات وزارة العدل التركية.