ديار بكر (الزمان التركية) – تشهد مدينة ديار بكر ذات الأغلبية الكردية في جنوب شرق تركيا، مزادات علنية لبيع الأحجار التاريخية للبيوت الأثرية في حي سور، والذي تم هدمه تطبيقًا لمشروعات التحول الحضاري بالمنطقة التي شهدت حربًا أهلية بين حزب العمال الكردستاني والدولة انتهت رسميًا في مارس/أذار 2016.
وبحسب الأخبار المتداولة من داخل المدينة فإن أهالي المنطقة يقومون ببيع الأحجار التاريخية لاستخدامها في أعمال ديكور بعض الأماكن الترفيهية أو أساسات البيوت والمنازل الجديدة.
ويوضح أهالي المنطقة أن شخصا يدعى “محمد” في عقده الخامس، يبحث عن الأحجار التاريخية القديمة المستخدمة في بناء المنازل والبيوت القديمة المكونة من صخور البازلت، لافتين إلى أنه يقوم بشراء 100 حجر مقابل 750 ليرة تركية، بينما تباع رؤوس الأعمدة الواحدة مقابل 350 ليرة.
ويشير مطلعون على سوق مواد البناء في مدينة ديار بكر إلى أن الأحجار التي تنتج عن هدم البيوت ضمن عمليات التحول الحضاري تحولت إلى مصدر رزق للبعض، إذ يقومون بالطواف في حي سور لجمع الأحجار التاريخية.
بينما أوضح عمدة حي علي باشا، عبد الله تشاليك، أن الأحجار قيمة للغاية، معربًا عن حزنه من بيع الأهالي لذلك التراث التاريخي. وقال في حوار له مع برنامج “صوت أمريكا”: “لقد رحل كل شيء، إلا الحجارة أبت وبقيت. لا يعرف أحد قيمتها إلا المدركون لها”.
وأوضح عبد الله تشاليك أن بعض رجال الأعمال يقومون بشراء تلك الأحجار القديمة لاستخدامها في أعمال الديكور وفي منازلهم، موضحًا أن البلديات والأوقاف لم تجرم تلك الأعمال.
وأعرب أحد الأهالي عن غضبه من ذلك التدهور في الشكل التاريخي للمدينة، قائلًا: “لقد كان لدي منزل تاريخي، وكان مقيدًا في الوثائق التاريخية. اشتريته من العائلات الأرمنية، قبل سنوات. ولكنه هدم. والأحجار التي تباع اليوم هي نفسها التي كانت في بيتي التاريخي”.
وتعمل الحكومة حاليا على هدم الكثير من المناطق في ديار بكر بالجرافات، فهي تريد إنشاء مشروع إنمائي أعلنت عنه بعد نهاية الحرب، وهذا يعني بالنسبة للكثيرين الذين فقدوا سكنهم مواصلة الترحال.