القاهرة (زمان التركية)ــ فند أكاديمي قبطي مصري في حوار صحفي مع جريدة (اليوم السابع) القاهرية بعض الشائعات، حول اضطهاد المسيحيين في عصور الخلافة، مؤكدًا أن “عنصريون” يروجون لتلك الأكاذيب.
وأكد القس الدكتور وجيه ميخائيل، مدرس المسيحية العربية، بكلية اللاهوت الإنجيلية، أن الخليفة عبدالملك بن مروان لم يفرض اللغة العربية على الكنائس ولا على أى شىء آخر حتى إنها تسمى فقط “تعريب الدواوين”.
وقال القس في حوار مع “اليوم السابع” إن التعريب بدأ بالدواوين الحكومية، ولكن بالتبعية وجد أصحاب اللغات الأخرى أنفسهم مدفوعين لتعلم العربية، فمن يتحدث اليونانية أو القبطية فى هذا العصر سيضطر لتعلم العربية لكى يعيش فى الواقع الجديد، لأنها لغة المعاملات والمخاطبات الرسمية.
وأضاف “أود الإشارة هنا إلى استقبال هذا القرار شعبيًا، فالقرار لم يكن مرفوضًا مثلما يتصور البعض، بل إن حنين ابن إسحق وهو أحد اللاهوتيين العرب أعرب فى خطاب له عن سعادته بذلك، وقال: بركة من الله أننى أجيد ثلاث لغات، العربية واليونانية والسريانية.
واستطرد قائلاً: ما يشاع عن قطع لسان الأقباط إذا تحدثوا القبطية مجرد أساطير لا أساس لها من الصحة ولا وجود لها فى التاريخ، وإنما هى أقوال يروجها المتعصبون، الرجل الذى عاصر تلك الأحداث يصفها ببركة من الله، فكيف لنا أن نحكم عليها بمعايير عصرنا؟ إذا وضعت نفسى فى مكان مسيحى سريانى يعيش فى دمشق آنذاك وصدر قرار من الخليفة بتغيير اللغة الرسمية، قد يشعر أنه سيكتسب لغة جديدة، وعلينا أيضاً أن ننظر لرؤية الحاكم وأن نضع أنفسنا مكانه.
كما دافع “ميخائيل” عن اتهام الخليفة عمرو بن العاص باستخدام العنف ضد المسيحيين لإجبارهم على الدخول في الإسلام، قائلاً: “التاريخ يقول إن المسلمين لم يجبروا أحدًا على دخول الإسلام، بل إن بعض الروايات التاريخية تقول إن بعض الفترات شهدت إيقاف الدعوة لدخول الإسلام لأسباب اقتصادية، فمن يدخلون الإسلام لن يسددوا الجزية، الأمر الذى سيؤثر على بيت مال المسلمين وميزانية الدولة كلها”.