واشنطن (زمان التركية)ـ كشف مسؤولون أميركيون، أمس الاثنين، أن الاهتمام الأمريكي بشأن هجوم تركيا على تل عفرين في شمال سوريا يتمحور حول ما إذا كانت أنقرة ستواصل تقدمها نحو منبج أم لا حيث توجد قوات أميركية وحلفاء لها في مواجهة تنظيم “داعش”.
وأطلقت تركيا عملية “غصن الزيتون” العسكرية بالإشتراك مع فصائل الجيش السوري الحر قبل أربعة أيام وسط هجوم بري وتواصل القصف المدفعي والجوي. وخلال الأيام الثلاث الأولى للعملية أعلن الجيش التركي أنه قصف أكثر من 170 هدفا في عفرين قال أن جميعها لمسلحي وحدات حماية الشعب الكردية.
وتنشر الولايات المتحدة قوات كردية في منبج إلى الشرق وتخشي نشوب صراع بين القوات المتحالفة مع تركيا.
وانطلقت عملية “غصن الزيتون” السبت الماضي، في مدينة عفرين شمال سوريا، وكان أردوغان صرح قبيل بدء العملية أنها “ستمتد إلى منبج لتطهيرها” من عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
وأكد مسؤولون أميركيون حسب ما نقلت وكالة (رويترز) أن منع الرئيس التركي طيب أردوغان من تنفيذ تهديد بطرد قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف فصائل مسلحة تمثل وحدات حماية الشعب المكون الرئيسي فيه، من منبج أمر محوري بالنسبة لواشنطن.
وقال مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه ف حديث مع وكالة “رويترز”: “منبج حررها التحالف وهذا سيٌنظر إليه بشكل مختلف إذا ما بدأت تركيا التحرك في ذلك الاتجاه”.
وأضاف: “تحدث الأتراك بشأنها، لكن ليست هناك دلالة على أنهم سيواصلون التحرك شرقا حيث توجد قواتنا. في المرحلة الحالية، في عفرين معركة مختلفة جدا ووضع مختلف للغاية عما إذا تقدموا شرقا”.
وقال مسؤول أميركي ثان طالبا عدم نشر اسمه: “سيكون هذا مبعثا للقلق ونحن نراقبه عن كثب. حماية قواتنا أولوية قصوى”. وأضاف المسؤول أنه لا يوجد أي تأثير على العمليات الأميركية من قاعدة إنجيرليك الجوية في تركيا.
وتحتاج الولايات المتحدة إلى وحدات حماية الشعب للسيطرة على الأرض لضمان عدم عودة داعش إلى الظهور.
من جانبه أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لدى وصوله إلى باريس أن بلاده ترغب في العمل مع تركيا لإنشاء منطقة آمنة في شمال غرب سوريا، لتلبية احتياجات أنقرة الأمنية، وتجري حاليا محادثات مع المسئولين الأتراك بهذا الشأن.
من جهته، قال الميجر أدريان رانكين جالوي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لـ”لرويترز” إن مسؤولين في الوزارة موجودون حاليا في أنقرة ضمن وفد أميركي لبحث القضايا الأمنية ومنها الوضع في عفرين.
وأضاف جالوي: “الجماعات الكردية المسلحة في عفرين” ليست جزءا من التحالف ضد داعش إلا أنه اعتبر أن “زيادة العنف في عفرين يصرف الانتباه عن الجهود الرامية لضمان الهزيمة النهائية تنظيم داعش.. هناك أيضا احتمال كبير أن يؤدي إلى زيادة نزوح المدنيين وتدفقات اللاجئين والقتلى والجرحى”.
أما جونول تول، مدير “برنامج تركيا لدى معهد الشرق الأوسط”، وهو مؤسسة بحثية، إن إقناع أردوغان بعدم التحرك ضد منبج قد يكون بالغ الصعوبة.
وأوضح تول أن “الاستراتيجية الأمريكية برمتها تعتمد على الأكراد. حتى إذا لم تهاجم تركيا منبج، فإن سقوط عفرين سيضعف الأكراد وهذا سيضعف النفوذ الأمريكي على الأكراد.. التأثير الوحيد الذي تملكه الولايات المتحدة في سوريا هو من خلال الأكراد”.
وأضاف تول: “إذا سقطت منبج، فستكون الرقة مهددة وهذا مهم بالنسبة للولايات المتحدة”. وكانت مدينة الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم داعش سوريا قبل طرده منها العام الماضي.
وختم قائلا “ستبذل الولايات المتحدة قصارى جهدها لتهدئة التوتر مع تركيا. لكن لا أعرف ما الذي سيقدمونه. عليهم أن يكونوا إبداعيين للغاية”.