أنقرة (الزمان التركية) – زعم برلماني من حزب الشعب الجمهوري المعارض مولود دود أن الصواريخ التي ضربت بلدة الريحانية في جنوب تركيا، أطلقت من داخل الأرضي التركية نفسها، لا من سوريا، كما ادعي النظام التركي، على حد تعبيره.
وقال النائب مولود دود: “إن مدى تلك الصواريخ 12 كيلو مترًا، والمنطقة التي سقطت فيها الصواريخ تبعد عن منطقة عفرين بأكثر من 12 كيلو مترًا. وصلت إلينا معلومات أن الصواريخ أطلقت من مكان ما داخل الأراضي التركية”.
وبحسب جريدة “جمهوريت” التركية، فقد أجرى نائب حزب الشعب الجمهوري عن مدينة هطاي مولود دودو زيارة لمصابي حادث سقوط صواريخ موجهة على بلدة الريحانية التابعة لمدينة هطاي جنوب تركيا على الحدود مع سوريا، بصحبة رئيس البلدة من حزبه فاتح توران.
كما أجرى دودو عددا من الزيارات والتقي قائم مقام البلدة، ومدير الأمن، ووكيل قائد قوات الدرك، ورئيس البلدية، وقال خلال اللقاءات: “إن مدى تلك الصواريخ 12 كيلو مترًا، بالتأكيد أنه لا يوجد شك في أن الهجوم شنه تنظيم إرهابي، ولكنه لم يكن من سوريا وإنما من ريف الريحانية. وقد وصلتنا معلومات حول ذلك الأمر. تلك المعلومات خطيرة، ويجب أخذها بعين الاعتبار”.
وكانت تركيا أعلنت أمس أيضا مقتل مدني وإصابة 3 آخرين من عناصر الجيش السوري الحر إثر سقوط صاروخين بمدينة هاتاي، قالت تركيا أنهما أطلقا من منطقة عفرين السورية على معسكر أقامته إدارة الكوارث الطبيعية والطوارئ التركية في حي كالاتبه على الحدود التركية السورية.
هذا الزعم أعاد للأذهان المحادثات التي جرت في اجتماعٍ حضره كلٌّ من وزير الخارجية آنذاك أحمد داود أوغلو ومستشار وزارة الخارجية فريدون سنرلي أوغلو ورئيس المخابرات هاكان فيدان والقائد الثاني للأركان فريق أول ياشار جولر.
فقد كشف داود أوغلو في تسريب صوتي عن رغبة رئيس الوزراء آنذاك (2014) رجب طيب أردوغان في تنفيذ عملية عسكرية في سوريا، بينما كان رئيس المخابرات هاكان فيدان يقول: “من الممكن أن نرسل أربعة من رجالنا إلى الجانب السوري، ليقوموا بإلقاء صواريخ على الجانب التركي، من أجل اختلاق الذريعة اللازمة للتدخل العسكري في سوريا، إن تطلب الأمر ذلك”. كما قال فيدان في التسجيل إن الحدود التركية – السورية لا تخضع لرقابة صارمة، وإن تركيا ستشهد تفجيرات في أي مكان؛ فيما كان يؤكد الجنرال جولر على ضرورة نقل أسلحة وذخائر إلى المعارضة السورية بدعمٍ من فيدان، ويوضح أن القطريين يبحثون عن ذخائر مقابل أموال، وأنه في حال إصدار وزراء معنيين تعليمات يمكنهم أن يطلبوا من مؤسسة الصناعات الميكانيكية والكيميائية التابعة للجيش تصنيع أسلحة. فضلاً عن ذلك، فإن فيدان كان اعترف بإرسال نحو ألفي شاحنة ذخيرة إلى سوريا. وفي إطار بحثهم عن “ذريعة” للتدخل العسكري في سوريا، كان يقترح فيدان “شنّ هجوم على ضريح “سليمان شاه”؛ جد أول سلطان للدولة العثمانية.