أنقرة (زمان التركية) – في تعليق مثير منه على عملية عفرين أفاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تتقدم في سبيل تحقيق الهدف المثالي “التفاحة الحمراء” أو “الطورانية” التي تسعى إلى جمع كل الأتراك تحت إمبراطورية واحدة كبرى.
وخلال كلمته في حفل جوائز الغرفة الصناعية في أنقرة الذي أقيم في قاعة المؤتمرات والفعاليات الثقافية بالقصر الرئاسي أشار أردوغان إلى دعم الشعب التركي بأكمله للعملية العسكرية القائمة في عفرين باستثناء حفنة من “الخونة” الذين باعوا عقولهم وأرواحهم للقوى الاستعمارية، على حد تعبيره.
وذكّر أردوغان بتدفق المواطنين على المساجد لتلاوة سورة الفتح والدعاء من أجل العملية العسكرية القائمة في عفرين، متقدمًا بالشكر للمواطنين الذين قاموا بتوديع الجنود.
وكانت رئاسة الشؤون الدينية قد أصدرت تعليماتها إلى الأئمة بقراءة سورة الفتح قبيل صلاة العشاء والفجر خلال المنشور الذي بعثته إلى الجوامع في أرجاء تركيا كافة يوم السبت الذي شهد انطلاق العملية العسكرية.
من جانبه شدد أردوغان على أن بلاده تمضي صوب هدف “التفاحة الحمراء” أو “الطورانية”، مؤكداً أنه سبق وأن أعلن هذا الأمر خلال كلمة ألقاها بالقصر الرئاسي قبل نحو شهر.
ويضع مجمع اللغة التركية تعريفين لكلمة الطورانية، حيث يوضح التعريف الأول أن الطورانية كانت اسماً رمزياً يطلقه العثمانيون على روما وفيينا، بينما يشير التعريف الثاني إلى أن الطورانية تعني التصور الذي يهدف إلى توحيد أتراك العالم وإنشاء امبراطورية واحدة كبرى.
والطورانية هي حركة سياسية عنصرية تركية نشأت في أواخر القرن التاسع عشر واستهدفت توحيد جميع أبناء العرق التركي لغوياً وثقافيا وسياسياً، بما في ذلك ضم الأراضي التي يقطنها الأتراك خارج نطاق السلطنة العثمانية (ثم تركيا). والتسمية مأخوذة من طوران وهي الوطن التركي القديم في أواسط آسيا.
هذا وتسبب الفكر الطوراني لأنور باشا، أحد قيادات “جمعية الاتحاد والترقي”، في الزج بالدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى ولعبت هذه الجمعية أو الحركة دورا كبيرا في انهيار الدولة العثمانية.
يشار إلى أن الباحث المصري محمد حامد قال في تصريحات للنسخة العربية لصحيفة زمان أن الرئيس أردوغان يوظف خطابًا قوميًّا من أجل الحصول على دعم القويين الأتراك في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
تنظيم أرجنكون “الانقلابي” الذي تحالف مع أردوغان بعد ظهور فضيحة الفساد والرشوة في 2013 هو الذي يستخدم مثل هذه الشعائر والرموز القومية التركية في الوقت الراهن، مع أنه يستخدم شعائر مختلفة، بما فيها المتضادة، كاليسارية والإسلامية، بحسب الظروف والتيارات السائدة.
يشار إلى أن عملية “غصن الزيتون” العسكرية انطلقت السبت الماضي، في مدينة عفرين شمال سوريا ضد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، وكان أردوغان صرح قبيل بدء العملية أنها “ستمتد إلى منبج لتطهيرها” من عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.