أنقرة (زمان التركية) – قال الكاتب البريطاني سيمون تيسدال في مقال بصحيفة الجارديان البريطانية إن رهان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على عملية “غصن الزيتون” في مدينة عفرين شمال غرب سوريا قد ينقلب عليه.
وأضاف تيسدال أن روسيا وإيران والأسد يرغبون في تشكيل المشهد في سوريا عقب الحرب بما يتوافق مع مصالحهم، غير أن تحركات أردوغان المستقلة قد تهدد هذه المصالح.
وأوضح تيسدال أيضاً أن الرئيس التركي العنيد يلعب على نصر محقق على أكراد سوريا، على الرغم من الولايات المتحدة ونظام الأسد، غير أن هذا الرهان الخطير قد ينقلب عليه بسرعة، مشيراً إلى تبني تركيا والغرب سياسة الإطاحة بالأسد فور انطلاق الحرب الأهلية في سوريا في عام 2011.
وأفاد تيسدال أنه مع ظهور تنظيم داعش الإرهابي حاربت تركيا العضوة في حلف الناتو مع الدول الأخرى ضد التنظيم، غير أنه مع انتهاء وقف إطلاق النار مع العمال الكردستاني في عام 2015 بات التهديد الإرهابي الذي يشكله أكراد سوريا والعراق هاجس أردوغان الأكبر.
وحدات حماية الشعب الكردية التهديد الأولى لأنقرة
ذكر تيسدال في مقاله أيضًا أن أردوغان استغل المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا في عام 2016 لتصفية الأحزاب السياسية المدافعة عن حقوق الأكراد، مفيدًا أن الأسد اتفق مع حليفيه روسيا وإيران وقبل سياساتهما تجاه سوريا، مما دفع أردوغان إلى شن أول عملية عسكرية كبرى في سوريا في عام 2016.
وشدد تيسدال على أن الكيان الكردي المستقل الذي سيبدأ من شمال العراق وسيمتد حتى حدود هاتاي وقد يشمل جنوب شرق تركيا بات كابوسًا وجودياً لأردوغان والقوميين الذين يفكرون مثله، مؤكدًا أن منع هذا التطور يعني عرقلة القضايا الأخرى كافة، ولهذا فإن أردوغان طرح أوراقه الرابحة مرة أخرى.
محدودية الدعم الدولي لتركيا
وأوضح تيسدال أنه بعيدًا عن المقاومة الكردية فإن امتناع العناصر الكبرى عن دعم أردوغان يشكل أكبر مشاكله، مشيرًا إلى اضطراره إلى إرسال مسؤولين إلى موسكو الأسبوع الماضي للحصول على موافقة روسيا على العملية العسكرية لتبلغهم روسيا بتخوفاتها الشديدة بشأن العملية.
وزعم تيسدال أن روسيا سحبت قواتها من المنطقة لتجنب التصادمات المحتملة، غير أنها لاتزال تتحكم في المجال الجوي لعفرين وبإمكانها التدخل في أي لحظة، مفيدًا أن سوريا ومن المحتمل أيضا إيران تشعران بالغضب الشديد تجاه أردوغان.
هذا ولفت الكاتب سيمون تيسدال إلى أن سوريا هددت بالتدخل في حال شمول العملية مدينة منبج أيضًا، موضحا أن روسيا وإيران والأسد يرجحون تولي الأكراد تأمين الحدود السورية مع تركيا بدلاً من داعش أو الجماعات السلفية أو المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة.