أنقرة (زمان التركية)ــ أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساء اليوم السبت إنطلاق عملية عفرين العسكرية في شمال سوريا، مشراً إلى أنه ستعقبها عملية في منبج، وأكدت الأخبار العاجلة الواردة من هناك تصاعد أدخنة من سماء المدينة الحدودية ذات الغالبية الكردية وسماع دوي انفجارات.
عملية مكلفة
وفي مقابل تمسك السلطات التركية بعملية عفرين حذر زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كليجدار أوغلوا من أن عملية عفرين ستكون “مكلفة” بالنسبة إلى تركيا.
وطالب كليجدار أوغلو، بافساح المجال أمام الدبلوماسية لحل مشكلة عفرين، وقال في تصريح صحفي أمس الجمعة: “إذا تم اللجوء إلى الدبلوماسية سيتم التوصل إلى اتفاق”، محذرا من تفاقم المشكلة وتبعاتها الكبيرة على تركيا.
وأوضح كليجدار أوغلو، أن عفرين ليست مثل مدينة الباب التي تمت السيطرة عليها من قبل الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا في أغسط/آب 2016 ضمن عملية “درع الفرات”، مشيرا إلى أن عملية الباب التي استشهد فيها 72 جنديا تركيا، “شهدت اتفاقا دوليا من قبل الولايات المتحدة وروسيا وايران وسوريا”.
لماذا لا يحارب أنصار أردوغان في عفرين؟
وفي سياق متصل قالت ميرال أكشينار الملقبة بمرأة الحديدية والتي ظهرت مؤخرا على المشهد السياسي في تركيا بإعلانها تشكيل حزب الخير أن أردوغان يجب عليه أن يرسل أنصاره أولا إلى عفرين قبل الجنود الأتراك.
وطالبت أكشينار بإرسال الزعماء السياسيين وبرلمانيين أبناءهم إلى عفرين لمحاربة عناصر حزب العمال الكردستاني.
على الجانب الآخر أعلن رئيس الحزب القومي التركي دولة بهشالي الذي يدعم الحكومة التركية منذ محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا قبل عامين تقريبا دعمه للحكومة في عملية عفرين في سوريا.
وشدد بهشالي أنه لابد من القضاء على ما سماها العناصر الإرهابية في شمال سوريا.
التعاون مع الأسد !
لكن رئيس حزب الوطن التركي دوغو برينشاك طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والحكومة التركية قبيل انطلاق عملية عفرين المرتقبة في شمال سوريا بالتعاون مع نظام الأسد.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بمقر الحزب طالب برينشاك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد أو التقدم باستقالته من الرئاسة.
وذكّر برينشاك بالتصريحات التي أدلى بها نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قبل يومين والتي أعلن خلالها أن الدفاع الجوي السوري جاهز لإسقاط أي طائرة تركية في حال اختراقها المجال الجو السوري.
وأشار برينشاك إلى تصريحات للمتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين أكد في رده على التهديدات السورية، أن عملية عفرين تستهدف التنظيمات الإرهابية وتهدف لمنع التشكيل الذي سيمثل تهديدا لتركيا ولا نية لهم لاستهداف وحدة الأراضي السورية.
وأضاف برينشاك أن تصريحات كالين هذه تعكس عدم استهداف تركيا لوحدة الأراضي السورية وأن العملية العسكرية موجهة للتنظيم الإرهابي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي/ العمال الكردستاني متسائلا عما يعكسه إصرار تركيا على عدم التعاون مع الأسد ما دام هناك عدو مشترك بين الطرفين.
وأوضح برينشاك أن الأراضي التي ستشهد العملية العسكرية هى أراضي سورية وأن العملية موجه للتنظيم الإرهابي الكردي الذي يستهدف سوريا مشيرا إلى إعلان الأسد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي خائنا للوطن ومباشرة الجيش السوري قصفه.
هذا وتساءل برينشاك عن المغزي من تحول المقاتلات التركية إلى أهداف للنظام السوري بينما توجد إمكانية للتعاون مع نظام الأسد في ظل هذه الظروف.