أنقرة (زمان التركية) – تعد مدينة عفرين أحد أكثر المدن السورية اكتظاظا بالكرد، وتخضع المدينة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية منذ انسحاب الجيش السوري منها في صيف 2012، ومؤخرًا تزايد الحديث حول المدينة الواقعة في شمال سوريا مع إعلان تركيا عن شن عملية عسكرية موسعة فيها ضد القوات الكردية.
وتعتبر وحدات حماية الشعب الكردية، الجناح المسلح لقوات سوريا الديمقراطية التي تتألف من الأكراد في شمال سوريا، حاليا ضمن أهم حلفاء الولايات المتحدة على الأرض في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي.
ومنذ إعلان الأكراد في 2014 نيتهم إقامة إقليم كردي يتمتع بالحكم الذاتي في شمال سوريا وتشكل عفرين أحد مدنه، ظل عائق عدم ارتباط المدينة جغرافيا بباقي المدن الكردية مشكلة أمام ضمها للإقليم المزعوم.
لم تقتصر عملية درع الفرات التي شنتها تركيا في عام 2016 على إنهاء الوجود الداعشي على الحدود مع سوريا بل ومنعت أيضا إقامة إقليم كردي بين منطقتي الحكم الذاتي الكردي عفرين وكوباني وإقامة ممر يمتد على طول الحدود السورية مع تركيا.
وتعارض تركيا وجود قوات سوريا الديمقراطية الذي أعلنتها تركيا تنظيما إرهابيا على حدودها مع سوريا وتعتبرها امتدادا لتنظيم العمال الكردستاني الإرهابي.
وحاليا تخضع الساحة الممتدة من عفرين حتى جرابلس في غرب نهر الفرات وتقع بين مناطق الحكم الذاتي الكردي لحماية الجيش التركي وسيطرة الجيش السوري الحر.
من جانبه أعلن وزير الدفاع التركي نور الدين جنكلي امس أن القوات التركية قد بدأت بعملية عسكرية في المنطقة الكردية رغم مناشدة الولايات المتحدة لتركيا بالتركيز على قتال متشددي تنظيم داعش الارهابي وعدم القيام بعمل عسكري في عفرين.
واليوم أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انطلاق العملية العسكرية في عفرين فعليا، مفيدا أن عملية تطهير منبج أيضًا على وشك الانطلاق.
وكانت تركيا حشت المئات من عناصر المسلحين السوريين الموالين لها على أطراف منطقة عفرين في كل من محافظة إدلب ومنطقة أعزاز استعدادا للزحف على منطقة عفرين في مرحلة لاحقة من العملية التركية.
وأعلن الناطق باسم “قوات سوريا الديمقراطية” التي تشكل “وحدات حماية الشعب” الكردية عمادها سقوط عدة قذائف أطلقتها مدفعية الجيش على التلال المحيطة بمركز المنطقة.
وقصفت المدفعية التركية بشكل متزامن “محيط قرية قره بابا وقرية كم راشه وجسر حشاركه ومحيط قرية هوبكا والتلال المحيطة بمركز منطقة راجو، دون ورود أية أنباء عن إصابات بشرية”.