موسكو (الزمان التركية) – أكد خبراء عسكريون روس أنه رغم استعدادات الجيش التركي لشن حملة عسكرية على مدينة تل عفرين في شمال سوريا التي يسيطر عليها مقاتلين أكراد، فعملية دخول عفرين لن تكون بسيطة، وإنما من المتوقع حدوث اشتباكات دموية عنيفة.
وأشار مدير مركز التحليل الإستراتيجي والتكنولوجي الروسي روسلان بوهوف إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم الأكراد، قائلًا: “على مدار الأزمة السورية، قدمت الإدارة الأمريكية للأكراد السلاح والمركبات المدرعة والمدافع ومدافع الهاون. لذلك فإن دخول الجيش التركي عفرين لن يكون نزهة، بل ستحدث اشتباكات دموية”.
وأوضح خبراء الروس أن العملية العسكرية على أكراد سوريا مرتبطة بدرجة كبيرة بالقرار السياسي، مشيرين إلى وجود مخاطر كبيرة تطوف حول أنقرة، بما في ذلك احتمالات وقوع هجمات إرهابية داخل تركيا. وقالوا: “إن قرار الرئيس رجب طيب أردوغان ليس قرارًا لحظيًا. فهي استكمال للسياسات الحازمة التي تتبعها ضد تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية. لا توجد أوراق في أيدي القوى الدولية لإقناع أنقرة للعدول عن القيام بتلك الخطوة”.
أمَّا عن تعليق روسيا على العملية العسكرية التي ينوي الجيش التركي شنها، فقد أوضح مدير مركز الدراسات السياسية الروسي أندري فيدوروف، أنه من شروط التحالف العسكري بين أنقرة وموسكو في سوريا، أن تسحب روسيا دعمها للأكراد بالإضافة إلى عدم الحديث عن “تأسيس دولة كردية” في تصريحاتها الرسمية.
وقال فيدوروف: “إن موسكو تتحدث عن غضبها من العمليات التي تقوم بها أنقرة. كما تحذر من أن تلك الخطوات ستعطل عملية السلام في سوريا”.
وأكد فيدوروف أن أردوغان مصمم على تنفيذ عمليته العسكرية في أقصر مدة ممكنة بالرغم من عدم وجود أي ضمانات فضلًا عن مخاطر القيام بتلك الخطوة، مشيرًا إلى أن الضغوط الخارجية على أنقرة ستكون في أقل مستوى.
وأشار إلى أن موسكو لن تسمح لأي شيء كان أن يفسد علاقتها مع أنقرة، قائلًا: “روسيا لن تسمح بأن تفسد علاقتها مع تركيا، تجنبًا مما قد ينتج عنه الإضرار بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال العام الماضي بشأن سوريا”.
وأكد المدير العام لمجلس العلاقات الدولية الروسي أندري كورتونوف أن روسيا ليس لها نفوذ للتدخل في الأمر.
وأوضح كورتونوف أن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد سيظل مسألة معقدة بمثابة غصة في صدر العلاقات التركية والروسية، قائلًا: “إن العملية العسكرية التركية ضد أكراد سوريا قد تكون سببًا في خروج أنقرة من مفاوضات السلام السورية التي تشمل مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي سيعقد في مدينة سوتشي الروسية”.
وكان أردوغان قد صرح في وقت سابق، قائلًا: “إن شاء الله ستشهد الأيام المقبلة استمرارًا لعمليات درع الفرات التي أطلقناها، من خلال عملية تل عفرين، التي سنقوم فيها بأولى خطواتنا لتطهير حدودنا الجنوبية من الإرهابيين. أمَّا عن توقعاتنا وما ننتظره من حلفائنا، فإننا نتوقع منهم التصرف بطريقة مناسبة للعلاقات الوطيدة/ الراسخة بيننا. سيظهر ما إذا كانت تحالفاتنا المشتركة وصداقاتنا الاستراتيجية حقيقية أو مزيفة”.
في السياق ذاته، تسببت العملية العسكرية المحتملة لتركيا ضد عناصر وحدات حماية الشعب الكردية بمدينة عفرين الواقعة على الحدود التركية السورية في تصاعد التوترات داخل المدينة، بينما أقدم بعض المدنيين على النزوح منها.
وتشير المعلومات الصادرة عن مصادر وثيقة بمركز المدينة أن الأسر بدأت في ساعات المساء مغادرة المدينة في سيارات، حاملين معهم القليل من الأمتعة، حيث توجهت عشرات السيارات إلى شمال مركز مدينة حلب التي تخضع لسيطرة قوات الأسد.
وتخشي تركيا أن تتيح الظروف تحقيق المشروع الكردي المنشود في ظل دعم واشنطن للأكراد في سوريا، ويصبح الأمر واقعًا على الأرض رغما عنها.