أنقرة (زمان التركية) – استنكر رئيس وقف “الفرقان” التركي الشيخ ألب أرسلان كويتول “الظلم” الذي تشهده تركيا حاليًا، مفيدا أنه يتوجب على حزب الرئيس رجب طيب أردوغان الذي اختار “العدالة والتنمية” اسمًا له أن يغير اسمه إلى “حزب الظلم والتنمية”، على حد تعبيره.
وشدد كويتول على أن تركيا لم تشهد هذا الظلم على مدار تاريخها الطويل قائلا: “لعنة الله على هذا النظام الظالم، ولا كتب الله نظام الحزب الواحد على تركيا مرة أخرى”.
وأوضح كويتول أنهم أدركوا في مرحلة ما أن نظام الحزب الواحد يسفر عن سقوط الحكومة في فخ الديكتاتورية، مشددا على أن عهد الحكومات التحالفية كان أفضل ولم يشهد هذا القدر من الظلم.
وأضاف كويتول أن تركيا تشهد حاليا أشد عصورها ظلما وانتشارا للرشوة، مؤكدًا أنه لم يعد أحد يثق بالقضاء وتابع: “لعنة الله على ظلم أردوغان وحزبه، هناك عشرات الآلاف من المواطنين يقبعون داخل السجون ظلما بحجة الانقلاب الفاشل”.
وذكر كويتول أن “أردوغان الذي يقطن داخل القصر الرئاسي أدرك براءة أكثر من 10 آلاف شخص بعد قضائهم أشهرًا طويلة داخل السجون وقام بإخلاء سبيلهم، مشددا على استناد كل هذه الاعتقالات على حجة المحاولة الانقلابية، وأنه يقوم بإسكات الجميع بهذه الطريقة.
واستنكر كويتول صمت رجال الدين تجاه هذا الظلم، مشيرا إلى أن الظلم الذي تمارسه الحكومة تجاه آلاف الأبرياء ينفر الناس من الدين، كما ذكر أن السلطات تسكت الجميع بحجة المحاولة الانقلابية، متسائلا عما سيحدث عندما يتبين أن مسؤولي الحكومة وأردوغان كانوا على علم بأمر المحاولة الانقلابية.
من جانب آخر، تقدم يعقوب كوسا، الكاتب في صحيفة “ستار” التي يصفها الشعب التركي بـ”الناطقة باسم الحكومة”، إلى النيابة العامة بشكوى عن الشيخ كويتول بدعوى أنه افترى على الشعب التركي الذي تصدى لمحاولة الانقلاب وسعى لتشويه صور هذا النضال التاريخي، على حد قوله، بينما تحدى الشيخ كويتول قائلاً بأنه لا يخاف من السلطات ومستعد لدفع ثمن الحقائق التي يعلنها للرأي العام.
وكانت قوات الأمن التركية قد اعتدت على أعضاء وقف فرقان بسبب أسبوع “الميلاد السعيد للرسول عليه الصلاة والسلام” الذي أقامه الوقف العام الماضي، وأسفر عن إصابة الكثيرين، من بينهم عدد من النساء.
وخلاء اعتداء قوات الأمن على الفعالية، أبلغ أحد عناصر الشرطة أفراد الوقف أنه لن يسمح بإقامة فعاليتهم قائلا: “أنا آله هذا المكان” – على حد قوله – وسجله الكاميرات.
جدير بالذكر أن تركيا شهدت في منتصف يوليو/تموز عام 2016 محاولة انقلاب قتل خلالها حوالي 250 شخصًا.
واتهم الرئيس رجب طيب أردوغان والحكومة التركية حركة الخدمة بالوقوف وراء الانقلاب وقتل المواطنين الأبرياء، إلا أن الأخيرة نفت هذه التهم جملة وتفصيلا على لسان ملهم الحركة فتح الله غولن.
وطالب غولن بفتح تحقيق دولي حول الانقلاب، لكن السلطات التركية لم تستجب له حتى الآن.
وحبست السلطات التركية منذ محاولة الانقلاب أكثر من 55 ألف شخص، من بينهم 18ألف سيدة وما يقرب من 700 طفل مع أمهاتهم بتهمة الانقلاب، حسب بيانات وزارة العدل التركية.