(زمان التركية)ــ جاء في مقال للكاتب بسام البدارين مدير مكتب صحيفة “القدس العربي” في عمان، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يدرك خطورة التقارب مع روسيا وحدها، خصوصًا في ظل علاقتها مع إيران، ومن أجل ذلك يحاول التنويع في العلاقات مع القوي العالمية والبلدان المجاورة.
وجاء في مقال القدس العربي، الآتي:
بدت برامج ونشرات أخبار محطة «فرانس24 » شغوفة بمحاولة الإجابة على السؤال التالي: ما الذي يفعله الرئيس رجب طيب آردوغان في الإليزيه فجأة؟
ماكرون، رئيس فرنسا الشاب، وزوج السيدة التي تطالب بوقف بروتوكول وقوف المرأة خلف الرئيس، استقبل نظيره التركي بحماس فيما وجه الضيف التركي تحية خاصة في باحة قصر الرئاسة، أعتقد أنها موجهة لبرلين، التي سارع وزير خارجيتها للإعلان عن التواصل مع أنقرة للتفاوض ومعالجة الخلافات بين الجانبين.
تسأل مذيعة على «بي بي سي» ضيفا عربيا: ما الذي يخطط له عجوز تركيا في قلب أوروبا؟
طبعا نحن العرب لو كنا قادرين على «أي جواب» لكانت أحوالنا غير الأحوال فحتى أسئلتنا لا نستطيع الإجابة عليها، فكيف نجيب على أسئلة مهنية وسياسية تتعلق بآخرين.
عموما استطيع أن أقدم لكم النبأ التالي: ترتيبات ما يسمى بـ «قمة سوتشي» فرطت من اللحظة التي تحدث فيها آردوغان ضد الرئيس بشار الأسد وثمة شكوك بأن يعقد فعلا اللقاء الثاني المقرر بعد يومين وإذا عقد ثمة شكوك في أن ينجح .
تلك كانت معلومة في الأحوال كلها.. إليكم الإستنتاج المباشر: النوم طويلا على فراش «الدب الروسي» غير ممكن ومجازفة كبيرة لتركيا، خصوصا إذا كانت «الزوجة الشريرة والثانية» ونقصد إيران في الغرفة المجاورة .
تلك معاناة تركية لا يعايشها إلا أصحابها، لذلك اقتضى التنويع من أثينا إلى باريس وقريبا جدا غيرهما.
“كباب بشري” في إيران
يبدو أن القصة «ذهنية وأيديولوجية» وليست سياسية أو منطلقة من صدفة على الإطلاق.. الجنرال الذي يحمل لقبا أطول من همومي في الحرس الثوري الإيراني يعلن بحماس على شاشة جامعة طهران التلفزيونية بأنه «يشتم رائحة شواء»، ويقول بلا خجل أو وجل .. “حان وقت الكباب”.
صاحبنا يتحدث عن نواياه «الشوائية» تجاه مواطنين إيرانيين هذه المرة خرجوا للشارع إحتجاجا على مغامراته هو و«رفئاته» في الحرس الثوري في بلدان الجوار العرب على حساب جوع الإيرانيين.
نذكر تماما ما بثته محطة «البغدادية» قبل عامين عندما تحدث قائد ميليشيات شيعية عراقي عن تحويل المعارضين في الموصل إلى «أسياخ شاورما» وقد فعلها حقا في صورة بشعة لا يمكنها أن تزول من الذاكرة.
بعضنا قال إن المسألة في فصلها العراقي «طائفية»، لكن جنرال الكباب الإيراني ينسف هذه الرواية فهو يريد تحويل مواطنين إيرانيين شيعة يخالفونه بالرأي إلى أسياخ كباب.
المسألة قد تفيد الجنرال المصري الشهير، الذي صرح يوما بأنه يستطيع شفاء مرض الإيدز بـ «أصابع» كفتة وكباب.
ما بالكم يا قوم في منطقة الشرق الأوسط ..الجميع شغوف بالأشلاء والشواء البشري والإيراني مع العراقي والحوثي والداعشي والسعودي والسوري بشقيه ينافسون الشواء الإسرائيلي المتصدر منذ نصف قرن، حيث شوي الأطفال وتحويلهم إلى أشلاء بقنابل عنقودية وقصف صواريخ وليس على طريقة الإيرانيين والطائفيين بجناحيهم السني والشيعي البدائية .
سحر إبتسامه الرجوب
مباشرة بعد إنتهاء الحوار مع خديجة بن قنة أطلق اللواء جبريل الرجوب إبتسامته المرسومة لجهة غامضة وكأنه فرغ للتو من تسجيل الانتصار المبين على محطة “الجزيرة”.
طوال الوقت تسأل المذيعة الرجل عن «ترتيبات الخطوة التالية» في استراتيجية التصدي الفلسطينية.
وطوال الوقت يصر صاحبنا على الهرب من السؤال المباشر والتركيز على «إلقاء محاضرة» على الزملاء في «الجزيرة» وهو يرسل الرسائل للمحطة ولمن ورائها.
كمشاهد عربي اللقاء الإخباري لم يوصل معلومة مفيدة، ورغم إطلالة جبريل البهية على الشاشة التي ينتقدها ويحاضر فيها فما زلنا خارج المعرفة عندما نريد معرفة ما الذي تخطط له السلطة الفلسطينية.
أغلب الظن أنه لا توجد «خطة معينة» فالأخ الرجوب مثل غيره من قادة العمل الفدائي المقاوم قد لا تكون لديه معلومات عن ما دار في اللقاء الأخير بين الأمير محمد بن سلمان والرئيس عباس.
لو كنت مكان الرجوب لاستفسرت من ماجد فرج أو حسين الشيخ، فقد حضرا الفيلم الهندي السري الذي يبحث عنه شعبنا الفلسطيني بهوس طوال الوقت دون طائل.
غير مهم إطلاقا وجود معلومات ولست مهتما في الدفاع عن «الجزيرة» في مواجهة «محاضرات الرجوب» على غرفتها الأخبارية.
ما يهمنا معرفة الجهة التي أرسل لها الرجوب إبتسامته تلك بعدما فرغت منه بن قنة وهي ابتسامة عابرة التقطها الكاميرا في اللحظة الأخيرة والرجل يزيل المايكروفون.
أما الابتسامة الأخرى في البرنامج ذاته، فجاءت في نهايته من زميل بن قنة عبد الصمد ناصر الذي علق على الرجوب بالقول: «ببتسم!» وبإسلوب بعيد عن الموضوعية ومن شأنه فقط إثبات وجهة نظر الرجوب الذي تطلبت ابتسامته لكاميرا «الجزيرة» فقرة خاصة من برنامج “فوق السلطة”.