عاصم طه عبد العزيز (زمان التركية)ـ تستمر انتفاضة الشعب الإيرانى واحتجاجات الشوارع لليوم السادس على التوالى. الأوضاع الإقتصادية ، الفساد، ارتفاع الأسعار وارتفاع معدلات البطالة تسببت فى حالة من الإستياء والغضب لدى الملايين من الشعب الإيرانى، فالجميع بات يعانى من نفس المشاكل الإقتصادية، ومن علاقات إيران الخارجية ومن الحكومة الإسلامية وتدخلها فى شؤن المنطقة.
وانضم للمظاهرات موظفين من كلا القطاعين العام والخاص وأيضا متقاعدين عن العمل لا يستلمون معاشاتهم في وقتها المحدد، وآخرين ممن يشعرون بالظلم لحرمانهم من حقوقهم كمواطنين.
وشدد المتظاهرون على أنهم أحق بالمساعدات التى تقدمها حكومتهم لدول أخرى كتقديم الدعم لحزب الله فى لبنان وسوريا، والحوثيين فى اليمن وحماس فى فلسطين. وردد المتظاهرون شعار”ولا سوريا ولا لبنان حياتى هيا ايران” وفقا لما ذكرته المصادر.
ومن الواضح أن المظاهرات والإحتجاجات بدأت تأخذ منحنى سياسى للتعبير عن الغضب من سياسة الرئيس “حسن روحانى”. وتطور المشهد شيئا فشيئا حتى بدأ المتظاهرون بمطالبة الحكومة بإنهاء قمع الشرطة وإطلاق سراح المسجونين ورددت شعارات ضد الحكومة الدينية وضد الرئيس.
ووفقا للمجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية بدأت هذه الأحداث الخميس الماضى فى مدينة مشهد شمال غرب إيران ثم امتدت لتشمل 40 مدينة اخرى. وتعد مدينة مشهد ثانى أكبر مدينة بعد طهران من حيث التعداد السكانى. كما أوضح المجلس الوطنى أن الإحتجاجات امتدت ايضا لمدينة قم الدينية والعاصمة طهران.
وهناك حالة ترقب للأوضاع فى إيران فحتى هذه اللحظة لم يخرج أيا من المحلليين السياسيين بتصريح حول الوضع الراهن خوفا مما قد يتسبب به.
وأفادت مصادر أن الرئيس الإيرانى “حسن روحانى” قد اجتمع بوزرائه ومستشاريه للوقوف على ما يحدث حاليا وتقييمه بشكل سليم خوفا من استمرار تلك الإحتجاجات التى لا يمكن وصفها بالقليلة وخوفا من إسقاط الحكومة .
وكانت هذه التظاهرات قد عبرت عن عدم الرضاء الذى يشعر به الشعب الإيراني عن النظام ككل .
وفى المقال الذى نشرعلى موقع مصراوى تساءل الكاتب فيه عن كون هذه المظاهرات ثورة أم لا ؟ وأجاب “بأنه ليس بعد فالحكومة الإيرانية هي أسوأ عدو من الممكن أن تواجهه، والشعب الإيراني يدرك ذلك جيدا ، والأزمات الإقتصادية التي من الممكن أن تؤدى إلى النزاع والقتال الداخلي بإمكانها القضاء على هذا النظام الفاسد والوحشي، وستحاول الفصائل المختلفة في الحكومة كعادتها إلقاء اللوم في هذه المظاهرات على الجواسيس الأجانب والمؤامرة الإمبريالية الصهيونية الدولية.”
واختتم الكاتب مقاله قائلًا: “تعلم الشعب الإيرانى أن يرفع صوته تدريجيا فى تظاهرات سلمية لإستفزاز النظام تدريجيا حتى يمزق نفسه من الداخل وأن الحكومة الإيرانية تلقى باللوم الآن على الاجانب والصهاينة ولكنها ستدرك أن الخطر الحقيقى يواجههم من الداخل بعد فوات الاوان .
وفى البرنامج التلفزيونى المذاع على فضائية صدى البلد لفت الإعلامى أحمد موسى إلى أن البصمة فيما حدث فى ليبيا وسوريا ومصر وتونس هى نفس البصمة التى تظهر الأن فى احتجاجات وتظاهرات الشعب الإيرانى مضيفا الى أن الشعب الإيرانى خرج كما خرجت الشعب المصرى فى 25 يناير/كانون الثاني مطالبا بإسقاط النظام. وأشار الى أن العديد من المشاهد التى حدثت فى 25 يناير/كنون الثاني تكررت بعينها فى مظاهرات إيران، كهجوم المواطنين على سيارات الشرطة وقمع الحرس الثورى للمتظاهرين ومطاردته لهم واعتقال الكثير منهم.
واذا أردنا معرفة ما اذا كانت الحكومة الإيرانية لديها نية أو عازمة على تحقيق مطالب المحتجين أو لا علينا أولاً أن ننظر الى تعامل النظام مع المظاهرات .
فقد ذكرت مصادر أن النائب الأول للرئيس الايرانى “اسحق جهانجيرى” وصف المتظاهرين بأنهم “خصوم الحكومة” وأن هؤلاء المتظاهرين يتخذون من المشكلات الاقتصادية ذريعة لتحقيق أمور أخرى ظنا منهم أنهم هكذا يؤذون الحكومة.
كما لجأ التلفزيون الإيرانى الى مبرر كلاسيكى كما نشر موقع الموجز وقال أن هناك عناصر أجنبية قامت بإطلاق النار على المتظاهرين.
وجاء تحذير من الحكومة للمواطنين تحثهم فيه على عدم التواجد فى تجمعات غير قانونية، واعتقلت الحكومة العشرات من المواطنين فى الوقت الذى انتشرت فيه صورا وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعى تظهر متظاهرين مصابين بإطلاق نار.
وصرح الحاكم العام لطهران بأن أى تجمعات مماثلة ستتعامل معها الشرطة بكل حسم.
وناشد وزير الاتصالات بالتوقف عن تشجيع العنف وعدم ارسال المزيد من الرسائل النصية على تطبيق “تلغرام” التى تحرض للخروج فى الشوارع.
وفى تصريح ل”كوسارى ” نائب قائد الأمن بالحرس الثورى ” لو كان خروج المواطنين بسبب ارتفاع الاسعار مارددوا تلك الشعارات المناهضة لحكومتهم وحذر المتظاهرين من أنهم سيواجهون بالقبضة الحديدية لو استمرت تلك الإضطرابات .
من ناحية أخرى خرجت مظاهرات حاشدة مؤيدة للحكومة الإيرانية فى العديد من المدن .
وفى تغريدة قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «العالم بأسره يعلم جيدا أن الشعب الإيراني يريد التغيير وبخلاف القوة العسكرية الهائلة للولايات المتحدة فإن الشعب الإيراني هو أكثر ما يخشاه قادته».
ونقلت وسائل الإعلام عن بهرام قاسمي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قوله ردا على تغريدة سابقة لترامب «الشعب الإيراني لا يعطي قيمة لأية ادعاءات انتهازية للمسؤولين الأمريكيين والسيد ترامب».
يذكر أن حصيلة القتلى حتى الآن فى مدينة طهران وصل لـ24 قتيلا منهم 4 من رجال الأمن واعتقال مايقرب من 450 شخصا وليس هناك معلومات مؤكدة او أعداد محددة عن عدد القتلى والمعتقلين فى المدن الاخرى .