(زمان التركية)ــ اعتبر الإعلامي السعودي عبد الرحمن الراشد، رئيس التحرير السابق لصحيفة “الشّرق الأوسط” السعودية، أن سقوط النظام الإيراني لن يكون في مصلحة المنطقة العربية التي تعاني من الاضطرابات والفوضي.
وقال الراشد في مقال بالشرق الأوسط، أن نظام آية الله الإيراني “قوي في هياكله وأجهزته، ويمثل شريحة متمكنة ليس سهلاً إزاحتها من خلال المظاهرات”.
وتناول الإعلامي عبد الرحمن الراشد وهو المدير العام السابق لقناة العربيّة أربعة سيناريوهات، لما يمكن أن تنتهي إليه الإنتفاضة الشعبية في إيران، مستبعدا سيناريو “انهيار النظام”.
وقال الراشد أن أول تلك السيناريوهات “أن ينجح الأمن في قمع المظاهرات، كما فعل قبل 8 سنوات ولم يتوان عن قتل المتظاهرين العزل أمام كاميرات الهواتف”. أما “الثاني أن يعمد إلى بعض التضحيات لاستيعاب أزمة مع القمع في الشوارع المنتفضة ضده، كأن تتم إقالة الرئيس روحاني وحكومته”.
فيما افترض أن يكون الاحتمال الثالث والأكثرهم خطورة “أن تكبر المظاهرات حجماً وعنفاً وتستفيد من الأزمة القوى الداخلية المتصارعة من داخل النظام نفسه، سواء الحرس الثوري أو خصمه الجيش، للهيمنة على الحكم” وقال أن “الاحتمال الرابع، والمستبعد حدوثه، أن ينهار النظام ويصبح الوضع مثل سوريا وليبيا”.
وقال الراشد أنه في الحالتين الثالثة والرابعة، “استيلاء فريق على الحكم أو انهياره، فإن ذلك ستكون أبعاده خطيرة وتتجاوز إيران إلى كل المنطقة”.
وأضاف “الوضع المثالي ألا ينهار النظام تماماً بل أن يغير من سياساته الخارجية ويتوقف عن مشروعه العدواني”. وبرر بالقول “أن المنطقة الآن تعاني من حالة تدمير لا تحتمل فوضى جديدة، وحروب أهلية إضافية، ولاجئين بالملايين. إنما لو أن انتفاضة الشعب الإيراني حققت تغيير السياسة الإيرانية وأوقفت عملياتها الخارجية، وأجبرت النظام على التحول إلى الإصلاح الداخلي والتنمية هذا هو الخيار المثالي مقارنة بالمشهد المخيف فيما لو انهار النظام”.
لكنه رأي أن العيب في هذه الفرضية “أن طبيعة النظام في طهران ليست مدنية قادرة على تغيير نفسها، بل دينية أمنية، أي دينية فاشية”
واختتم الإعلامي السعودي عبد الرحمن الراشد مقاله بالقول “قادة الحرس الثوري، ومعها القيادة الدينية العليا، يتملكها غرور واضح بأنها قادرة على نفخ الجمهورية لتكون إمبراطورية إقليمية، تحتل جغرافياً دولاً من المنطقة، وأنها قادرة على مزاحمة القوى الدولية وتهديد مصالحها في الشرق الأوسط، وتسعى لمحاصرة السعودية وتهديد إسرائيل، وخوض عدة حروب في وقت واحد. هذا تفكير المكابرين الذين يتناسون حدود القوة الإيرانية، في بلد يعاني أهله، ويعتبر اقتصاده من أفقر الاقتصادات الإقليمية”.