غازي عنتاب (تركيا) (الزمان التركية): دارت نقاشات حادة بين المعارضة التركية من جهة والحكومة من جهة أخرى بشأن وجود أحياء في مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا خاضعة لعناصر تنظيم داعش الإرهابي فيما نفت الحكومة هذه الادعاءات.
وذكرت صحيفة اليسار التركية على موقعها الإليكتروني أن حي كارشي كايا هو أحد مناطق المدينة التي يتركز فيها التنظيم الإرهابي بكثافة، حيث يفتتح عناصر التنظيم الإرهابي محال تجارية في الحي ويؤسسون جمعيات ويواصلون تجنيد الشباب داخل المساجد مشيرة إلى أن جميع سكان المنطقة على دراية بالأحداث ولم يصدر المسؤولون أي رد فعل تجاه الأمر.
وذكرت الصحيفة أن عناصر التنظيم الإرهابي يتجولون في الشوارع بكل حرية ويفتحون محال تجارية.
كارشي كايا أحد أبرز أحياء التنظيم الإرهابي في المدينة
يعد حي كارشي كايا أحد أفقر أحياء المنطقة كما أنه الحي الذي تكتل فيه تنظيم حزب الله التركي بشكل خطير خلال تسعينيات القرن الماضي. ويمكن القول إن تنظيم داعش الإرهابي يشغل حاليا هذا الفراغ الذي خلفه رحيل تنظيم حزب الله من المنطقة.
والمعلومات الواردة من سكان الحي تشير إلى أن بعض الشباب بدؤوا العمل داخل مخبز وهو أحد المحال التي افتتحها عناصر التنظيم الإرهابي هناك. وبعد فترة اختفى أحد هؤلاء الشباب ولم تتلق عائلته أي معلومات بشأنه إلى أن علمت في أحد الأيام أن نجلهم توجه إلى إسطنبول للعمل هناك ثم قام الشاب بالاتصال بعائلته مؤكدا هذا الأمر لتنقطع أخباره مرة أخرى.
وفي واقعة أخرى حاول أحد العاملين في هذا المخبر اختطاف طفل صغير بحسب ما أفاد به سكان الحي، إلا أن سكان الحي منعوه هذه المرة ولم تتمكن العناصر الإرهابية من اختطاف الطفل.
وأكدت الصحيفة أن عناصر التنظيم الإرهابي تقوم بتوظيف الشباب ومن ثم اقتيادهم إلى الجمعية وتجنيدهم هناك، مشيرة إلى أن هناك من يقولون إنهم رأوا علم التنظيم الإرهابي مع المتوجهين إلى هذا المجلس ومنهم من رغب في التقدم بشكوى للسلطات ومن ثم تراجع عن الأمر بسبب الخوف من العناصر الإرهابية.
وعندما سألت الصحيفة أهل الحي عن سبب عدم تقدمهم بشكاوي إلى الجهات الأمنية للتعامل مع العناصر الارهابية كان الرد عجيبا جدا “نشكو من وإلى من؟”
والخلاصة، بحسب الصحيفة، هي أن التنظيم الإرهابي يواصل وجوده في المنطقة دون أية عقبات، ربما لا يدير داعش فعالياته علانية ولا يرفع علمه في النوافذ لكن التنظيم طغى على هذه الأحياء التي دخلناها وسيطر عليها بسرية.
يُذكر أن نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض جوكهان جونايدن كان قد أشار في لقاء تليفزيوني إلى وجود أحياء داعشية في مدينة غازي عنتاب الأمر الذي أثار غضب رئيسة بلدية غازي عنتاب فاطمة شاهين مدعية أن هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة وأنها تضر بقطاع السياحة في المدينة، داعية جونايدن للتوجه إلى تلك الأحياء بصحيتها.
تجدر الإشارة كذلك إلى أنه قد وقعت اشتباكات عنيفة بين عناصر داعش والشرطة التركية بعد بضعة أيام من نفي رئيسة بلدية غازي عنتاب وجود أحياء لداعش في المدينة وأسفرت الاشتباكات عن استشهاد شرطي.
كما تسبب التفجير الإرهابي الذي استهدف حفل زفاف في المدينة شهر أغسطس الماضي في مقتل 56 شخصاً وإصابة 94 آخرين.