محمود عبد الرازق جمعة
فجأة ظهر رجل يقول إنه “النائب السابق” أو”المساعد السابق” لفتح الله كولن!
دُهِشت عندما قرأت هذا، فأنا أتعامل مع حركة الخدمة منذ نحو أربع سنوات، ولم أسمع هذا اللقب أو ما يشبهه طوال هذه المدة. حسنا، ربما لم أقترب منهم بما يكفي.
هذا “النائب” أو “المساعد” -اسمه لطيف أردوغان- يقول إن كولن هو “أكبر خطر على المسلمين حول العالَم”! إذًا هو رجل قريب أو كان قريبًا من كولن بما يكفي لإطلاق مثل هذا الحكم… لن أتساءَل لماذا سكت طوال هذه المدة (انفصل عن الحركة منذ سنوات طويلة، قبل أي خلاف بين كولن وأردوغان)، ولا لماذا لم ينطق إلا الآن، فكل شيء بأوان كما نعلم. ولكن سؤالي حول وظيفته السابقة، نائب كولن، أو مساعد كولن! كيف كان يساعده أو ينوب عنه؟
لو أنه كان نائبًا لكولن أو مساعدًا له، فبالتأكيد ظهر نيابةً عنه في عدد لا بأس به من المؤتمرات واللقاءات، وبالتأكيد سأجد خبرًا هنا أو هناك يوضّح لي كيف كان ينوب ويساعد.
حسنا، هذا هو محرّك البحث جوجل، سأكتب “نائب فتح الله كولن” بين علامتَي تنصيص، وأضغط إنتر… وأنتظر النتائج.
ظهرت النتائج: “لا يوجد نتيجة لنائب فتح الله كولن”، و”لا يوجد نتيجة لمساعد فتح الله كولن”… أجرّب “غولن” و”جولن”، النتيجة كما هي…
لحظة، هنا نتيجة إيجابية، هنا “المساعد السابق لفتح الله غولن”، يا فرج الله! أخيرًا… لحظة، إنه خبر حديث بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، ومنقول عن صحيفة “صباح” التركية الموالية لنظام أردوغان… ألا يوجد أي خبر فيه هذا المنصب قبل الانقلاب الفاشل؟
نعم، لا يوجد، لا نائب ولا مساعد ولا سكرتير ولا أي شيء.
إنها نفس العقلية، عقلية التشويه ونشر الإشاعات واختلاق المثالب.
…
حركة الخدمة ليست تنظيمًا كتنظيم الإخوان المسلمين، ولا جماعة كأنصار السُّنَّة، ومحمد فتح الله كولن ليس رئيسًا لها، فلا هو يدير مؤسساتها ولا هو يكسب من وراء هذه المؤسسات ولا هو يوجّه مديريها. كل مؤسسة من مؤسسات الخدمة لها مديروها وموظفوها، ولا يتدخل أحد في عمل أحد. ليس لها مركز عامّ ولا مرشد ولا رئيس ولا موجّه. نعم كلهم يستلهمون من كلام كولن، ولكن لا أحد يأتمر بأمره أو يرسل إليه تقارير عن نشاط مؤسسته مثلًا.
ما علينا، نرجع إلى موضوعنا: عزيزي “نائب ومساعد فتح الله كولن”، الذي ظهر فجأة بهذا المنصب بعد سنوات طويلة من خروجه من حركة الخدمة، إذا سعيت لتشويه صورة كولن فافعل، ولكن استعمل العقل والمنطق في مسعاك، فليس كل مَن يستمعون إليك أو يقرؤون أخبارك جهلاء وأتباعًا يذهبون حيث يُشار لهم، وإذا وجدتَ كثيرين يصدِّقونك فاعلم أنك عندهم مجرد مدلّس، ولكنك تنطق بما يريدون تصديقه.