بقلم أبوزيد عبد الرحيم
تتفتح أعيننا كل صباح على قصة جديدة، وفصل من فصول ما يفعله أردوغان وحكومته بأناس أبرياء، لاذنب لهم إلا أنهم عاشوا خداما لغيرهم، أسهروا أعينهم، وأقلقوا راحتهم في سبيل وطنهم ودينهم.
جامعات ومدارس ومستشفيات بذل من أجلها الغالي والنفيس، صروح عظيمة أنشئت لنفع المسلمين ولخدمة الدين. كل هذه الآن عطل عملها، ولم تشفع لها اﻷهداف السامية التي أنشئت من أجلها. وفي كل مساء اعتدنا سماع الحكايات الإنسانية التي يتمزق من أجلها الفؤاد، ويحترق لها الوجدان، فهذا صحفي وذاك معلم وأولئكم قضاة وشرطيون تم اعتقالهم، وليس في صحيفة جنايتهم إلا أنهم خدام لله ورسوله ولعباد الله.
أما اﻷمر اﻷكثر دهشة وتعجبا، هو ردة فعل هؤلاء، ما سمعنا صراخا ولا عويلا، فهؤلاء يقتادون إلى السجن مكبلي اﻷيدي لا ينطقون ببنت شفه، يرفع بعضهم رأسة في عزة المؤمن، وينحني آخرون خجلا فلربما ما أدوا واجبهم كاملا.
إن الخدمة تضرب لنا أروع اﻷمثلة في مواجهة الافتراء والكذب، فلا تهديد بحمل السلاح، ولا مظاهرات هنا وتخريبات هناك، و لا معاداة للدولة وحكومتها، بل صبرت ورضت بقضاء الله وقدره واحتسبت ذلك عند الله، وتضرعت إليه وحده أن يرفع الكرب ويزيل الغم، وآمنت بأنه امتحان واختبار يوشك الله أن يكشفه.