القاهرة (الزمان التركية): نشر موقع “مبتدا” الإخباري المصري ملفًّا حول الديمقراطية والحرية في تركيا بعد فشل الانقلاب العسكري في 15 يوليو/ تموز الجاري تناول فيه الإجراءات التي يتخذها أردوغان وهل هي دليل على سيادة الديمقراطية أم على الديكتاتورية عبر نشر ردود الفعل الواردة في الصحف العالمية حول الإجراءات المتخَذة في تركيا.
وجاء في الملف أن آخر المستجدات التي شهدها الملف التركي كان سحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كل الدعاوى التي رفعها ضد المعارضة بتهمة “إهانة الرئيس”، ويذكر أن أكثرية المعارضة هم من الصحفيين والإعلاميين، في خطوة ربما تظهر “المصالحة الصورية” في توحيد الخصوم.
لماذا سحب القضايا؟
أردوغان، وكما يطلق عليه الذئب التركي، لا يريد “هوجة” أكثر مما هو عليه الآن، ومن ناحية أخرى، يريد كسب شرعية داخلية قبل الشرعية العالمية، فيما يقوم به من ذبح للصحفيين في تركيا.
وقالت مصادر رئاسية لوكالة “رويترز”، إن أردوغان يتجه لإطلاق عملية جديدة، بعد أن أعلنت أحزاب المعارضة موقفها سريعًا برفض الانقلاب العسكري على أردوغان وحكومته المنتخبة، الانقلاب الذي قام به مجموعة صغيرة من داخل الجيش التركي.
وتأتي هذه الخطوة بعد استضافة الرئيس لزعماء ثلاثة أحزاب ممثلة في البرلمان، باستثناء رئيس حزب “الشعوب الديمقراطي”، الحزب اليساري الموالي للأكراد، في القصر الرئاسي في 25 يوليو الجاري.
ووفقا للمادة 299 من قانون العقوبات التركي، فإن إهانة الرئيس هي جريمة جنائية، وتكون عقوبتها من سنة إلى 4 سنوات حبس.
فمثلًا، هناك دعاوى جنائية أقيمت ضد كمال كليتشدار أوغلو، رئيس حزب “الشعب الجمهوري” وهو أكبر أحزاب المعارضة، وكذلك رئيس حزب “الشعوب الديمقراطي” صلاح الدين دميرتاش.
ومنذ انتخاب أردوغان رئيسًا للبلاد، في أول انتخابات رئاسية عامة في 2014، تم توجيه تهمة إهانة رئيس الجمهورية إلى عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين والطلاب.
التطهير
أودع الرئيس التركي 17 صحفيًا في السجن بتهمة إقامة صلات بـ”منظمة إرهابية” ما أثار جدلًا واسعًا، بالإضافةإلى لغلق 18 محطة تلفزيونية و3 وكالات أنباء و23 محطة إذاعية و45 صحيفة و15 مجلة على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة.
كما سرحت القوات المسلحة التركية 1684 عسكريًا ما بين ضابط وجنرال وأميرال في الجيش التركي، بحسب وكالات الإعلام التركية الرسمية.
من جهته، انتقد أردوغان هجوم الغرب عليه بسبب ما يقوم به من إجراءات قمعية تحت اسم “التطهير” ولم يتعاطفوا مع أنقرة بسبب ما شهدته من “أحداث مأسوية”، وفقا لتعبيره، في إشارة منه للانقلاب الذي لم يكتمل.
فايننشال تايمز: الغرب يتجه لخسارة حامي بوابة أوروبا وآسيا
الصحيفة البريطانية: تركيا تحتضن خلايا نائمة لداعش بسبب سياستها
تقول صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية، إن تركيا مصابة بالصدمة بعد الانقلاب الفاشل الذي قام به قسم من الجيش، وعليه قام أردوغان وحزبه بتطهير البلاد من العناصر التي اعتبرها مشاركة ومؤيدة للانقلاب الفاشل.
وتابعت الصحيفة أن حلفاء تركيا في أوروبا وعبر المحيط لديهم سببا ليقلقوا بشأن الاتجاه الذي تسير إليه الأمور، وإن كان الغرب يتجه لخسارة حليف يعتبر حامي بوابة أوروبا وآسيا، وما قام به أردوغان لن ينتج عنه إلا اتساع الهوة بين تركيا وأوروبا لاسيما فيما يتعلق بشأن الحريات وسلطة القانون.
ورأت الصحيفة أن الغرب لا يأتي على رأس أولويات أردوغان، بل القضاء على مؤيدي رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن والأكراد، هي مهمته الأولى وقد تكون الوحيدة التي يسعى إليها.
واختتمت فايننشال تايمز تقريرها عن الوضع التركي قائلة إن تركيا لا تزال تحتض خلايا نائمة سرية لتنظيم داعش الإرهابي بسبب سياسة أنقرة بتسهيل وصول الجهاديين إلى سوريا.
التليجراف: تركيا ستتحول لدولة استبدادية مزقتها الحروب بسبب القمع
قالت صحيفة “التليجراف” البريطانية في تقرير لها بعنوان “حملة أردوغان التطهيرية تحول تركيا لدولة استبدادية، إن فرض الرئيس التركي أردوغان حالة الطوارئ في البلاد لمدة 3 شهور وتعليق بعض التزاماتها بالمعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان، سيثير المخاوف حول الطرق الاستبدادية التي ينتهجها أردوغان عقب محاولة الانقلاب الفاشلة.
وأضافت الصحيفة أن الأسبوع الماضي تعرض عشرات آلاف من الأتراك إما للاعتقال أو الإعفاء من مناصبهم، وشملت هذه القرارات القضاة والجنود وأساتذة الجامعات والضابط والمدرسين والصحفيين بشكل خاص.
وتابعت أن اتباع أردوغان سياسة البطش لسحق معارضيه قد يشكل بعض القلق للأتراك العلمانيين الذين يمثلون 50% من أصل 70 مليون تركي.
ورأت الصحيفة أنه كلما استمر أردوغان في سياسة القمع، فستكون هناك صعوبة في تقبله كحليف لدى الدول الغربية، وذكرت بتحذير وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تركيا بتعليق عضويتها في حلف الناتو حال استمر الرئيس التركي بسياسته الحالية تجاه معارضيه.
واختتمت التليجراف بقولها إن الخوف الحقيقي الآن يتمثل باستمرار تركيا بسياستها القمعية التي قد تتسبب بإدراجها على قائمة الدول الإسلامية التي مزقتها الحروب الأهلية بسبب انتهاجها سياسة القمع.
الجارديان: ديكتاتورية السلطان، حلم تركيا في «الأوروبي» ذهب مع الريح
وفي تحليل بعنوان “انضمام تركيا إلى دول الاتحاد الأوروبي أصبح أبعد ما يكون عن ذي قبل”، تحدثت صحيفة الجارديان البريطانية عن إجراءات أردوغان ما بعد الانقلاب في الوقت الذي يستموت فيه الرئيس التركي في الانضمام للاتحاد.
وتقول الجارديان إن منظر الدبابات في شوارع تركيا والاعتداءات التي شهدها البرلمان والمروحيات العسكرية التي كانت تحلق فوق مضيق البوسفور والانقلاب الفاشل الذي شهدته تركيا الأسبوع الماضي سلط الضوء على هشاشة الديمقراطية في البلاد.
وأضافت أن الأحداث التي تلت الانقلاب، أظهرت إلى أي مدى أضحت تركيا بعيدة عن الانضمام للاتحاد الأوروبي.
وتابعت الصحيفة البريطانية “إن أردوغان يسعى لأن تكون تركيا واحدة من دول الاتحاد الأوروبي من خلال مفاوضات استمرت لأكثر من عقد من الزمان، وما قام به من اعتقالات طالت كل فئات الشعب وإعادة الإعدام -رغم عدم الإقرار بذلك رسميا حتى الآن- باعد المسافة بين انضمام بلاده لدول الاتحاد، وعليه، أصبحت العلاقات بين الجانبين أكثر صعوبة حاليا، وذهب مع الريح كل ما سعى إليه السلطان العثماني.