أنقرة (الزمان التركية): عند تحليل تصريحات رئيس الأركان التركي الفريق الأول خلوصي أكار الذي احتجزه الإنقلابيون كرهينة خلال أحداث محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا منتصف يوليو تموز الجاري وتصريحات مسؤولي الحكومة التركية وتصريحات أخرى صادرة في هذا الإطار تظهر العديد من المعلومات المتناقضة.
” الزمان التركية” رصدت هذه التناقضات:
لماذا لم يخبر رئيس الركان رئاسة الجمهورية بالإنقلاب؟
ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه علم بمحاولة الانقلاب عبر مكالمة هاتفية تلقّاها من صهره في حوالي الساعة الرابعة أو الرابعة والنصف عصرا، مشيرا إلى أنه اتصل على أثرها برئيس المخابرات ليتأكد من صحة الخبر لكنه لم يستطع الوصول إليه ليتصل بعدها برئيس الأركان الذي عجز عن الوصول إليه أيضا. أما رئيس الوزراء بن علي يلدريم فقال إنه علم بالإنقلاب عندما اتصل به الرئيس أردوغان في تمام الساعة 21:00 مساء مشيرا إلى أنه اتصل أولا برئيس الأركان غير أنه لم يستطع الوصول إليه بينما استطاع التواصل مع رئيس المخابرات في تمام الساعة 23:00 ليلًا، في حين نجد رئيس الأركان قد أعلن في تصريحاته أنه تلقى معلومات عن وجود محاولة إنقلاب في تمام الساعة 16:00 عصرا ولم يصدر تصريحا واحدا حول سبب عدم إبلاغه الرئاسة بأمر الإنقلاب، ولا توجد أية معلومات حول مكان وجود رئيس المخابرات هاكان فيدان وقت الإنقلاب وسبب عدم إجابته على المكالمات الهاتفية.
لماذا ذهبت قيادات الجيش البارزة إلى حفل زفاف؟
هناك سؤال آخر يتبادر إلى الأذهان حول محاولة الانقلاب الفاشلة وهو لماذا لم يبلغ رئيس الاركان التركي خلوصي أكار المعلومات التي تلقّاها حول وجود محاولة إنقلاب إلى قائد القوات الجوية عابدين أونال، الذي كان يحضر حفل زفاف في إسطنبول، وقائد قوات الدرك غالب مندي الذي كان هو الآخر في زفاف بالعاصمة أنقرة؟.
تجدر الإشارة أن أكين أوزتورك قائد القوات الجوية السابق من أبرز الشخصيات الفعالة في محاولة الانقلاب والذي اعتقل على خلفية المحاولة أفاد خلال التحقيقات بأن اونال علم بأمر المقاتلات المحلقة في سماء أنقرة من التليفزيون. حتى ولو كان هذا ما حدث لماذا لم يغادر القادة حفلات الزفاف ويعودوا إلى مقر القيادة ويتخذوا إجراءات رادعة؟.
لماذا ظل رئيس الأركان جالسا في مقر القيادة عقب إبلاغه بتحركات عسكرية؟
ذكر خلوصي أكار في إفادته أمام النائب العام أنه عندما علم بالتحركات العسكرية وخاصة في مقر القوات الجوية أصدر تعليمات بعدم مغادرة المدرعات لثكناتها وعدم تحليق المقاتلات والمروحيات، لكن لماذا لم يأمر بتشكيل وحدات وفرق خاصة للتصدي لخطر الإنقلاب؟ ولا شك في أن تباطؤ أكار في مواجهة تحركات الانقلابيين تسبب في حدوث الثغرة الأمنية في مقر القيادة، كما أن عدم تأمين رئيس الأركان لنفسه في ظل احتمالية كبيرة لحدوث محاولة إنقلاب ومواصلته العمل داخل مقر القيادة وكأن شيئا لم يكن هو أمر محير ويثير العديد من التساؤلات…