إسطنبول (الزمان التركية) – مَنْ قام بمحاولة الانقلاب في تركيا؟ ولصالح مَنْ؟ ولماذا؟.. هذه بعض الأسئلة التي وجهتها وسائل الإعلام العالمية إلى الأستاذ فتح الله كولن في السابع عشر من شهر يوليو/ تموز الجاري عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، التي سارع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكبار المسؤولين في الحكومة التركية إلى اتهامه بالوقوف وراءها.
ونواصل هنا نشر الحوارات واللقاءات التي أجريت مع كولن والتصريحات التي أدلى بها حول هذه المحاولة الفاشلة واتهامه بالضلوع فيها:
السؤال: من مراسل
قام رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان بممارسات شتى من شأنها زيادة قوته واتساع صلاحياته، وتعامَلَ في نفس الوقت مع حركة الخدمة من منطلق فكرة “مطاردة الساحرات”، فهل أنتم تؤمنون حقًّا بشرعية رئاسته للجمهورية التركية؟
الجواب:
لستُ في وضع يخولني قولَ أي شيء في هذا الأمر على اعتبار أن مسألة الشرعية هي مسألة قانونية، غير أن السؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل الممارسات التي قام بها تتوافق مع مقام رئاسة الجمهورية أو لا؟
يمكنني أن أقول بناءً على التجارب السابقة: لقد عاصرتُ عهد “عصمت إينونو باشا”، و”جلال بايار”، و”سليمان دميرال”، وكان لي مع الأخير علاقة وصداقة، كما شهدت عهد “طورغوت أوزال”، ورئيس الوزراء الأسبق “بولنت أجاويد”، وكانت لي مع الجميع علاقات إنسانية حميمة.
إلا أنني أرى في أردوغان إنسانًا له أطماع خفية، يريد أن يقيم عالَمًا خاصًّا به، يقوم بأعمال وتصرفات من شأنها أن تدعِّم بقاءه في رئاسة الجمهورية إلى الأبد.
لقد استغل أردوغان أحداث الفساد والرشاوى وسيناريو الانقلاب المزيّف للتضييق على رجال الخدمة والمحبين لها والمتعاطفين معها، وهذه أمور لا تتفق أبدًا مع مقام الرئاسة، ولا تسمح تربيتي وأخلاقي بأن أقول إن هذه الممارسات تشير إلى أنه لا يليق مطلقًا برئاسة أمة كانت عنصرًا من عناصر التوازن الدولي وقتًا طويلًا.. ولو سمحت أخلاقي وتربيتي بذلك لقلت هذا، ولكنني لا أريد أن أتدنّى بأخلاقي وتربيتي إلى هذا الحد على اعتبار أنه يرأس هذه الأمة التركية المباركة.
السؤال من مراسل
في صبيحة هذا اليوم تم القبض على ستة آلاف شخص واعتقالهم، فهل لديكم علم بذلك؟
الجواب:
أعتقد أن الأصدقاء أخبروني بهذا، ولم يكن هذا مستغربًا، فقد أصدر أردوغان أمرًا بذلك من قبل، فقال: “اكسروا أبواب البيوت، واقبضوا على أصحابها، وائتوني بصور الأبواب المكسورة”.
والواقع أنهم استحدثوا منذ فترة طويلة شيئًا يُخالف القانون للقبض على الناس ألا وهو الاتهام الظني، أو الاعتقال بالتهمة الظنيّة، وعلى أساس هذا الأمر قاموا بما يسمى “مطاردة الساحرات” لملاحقة المشتبه بهم، ولقد ذكر هذا أردوغان بنفسه قبل سنتين، ويفهم من ذلك أن لهذا الأمر توابع في المستقبل القريب.
إنني أرى أن هذه العملية ستطول وستؤذي يومًا ما كلَّ المقربين منه أيضًا، ولن يسلم منها إلا هؤلاء الذين بايعوه ووافقوه في كل شيء واعتبروا مجرد ملامسته عبادة.
بمعنى أن هؤلاء الذين يصفقون له الآن إن لم يوافقوه في كل ما يفعل فلن يسلموا من هذه العاقبة أيضًا.