برلين (الزمان التركية) – كشفت متابعة مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية (GCHQ) للمكالمات الهاتفية والبريدية والمراسلات الأخرى المشفرة التي دارت بين أركان الحكومة التركية ليلة محاولة الانقلاب عن أبعاد المؤامرة التي دبرت ضد حركة الخدمة التي تستلهم فكر الأستاذ فتح الله كولن وإظهارها على أنها هي التي قامت بمحاولة الانقلاب على الرئيس رجب طيب أردوغان.
وبحسب مجلة “فوكس” الألمانية حصلت مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية (Government Communications Headquarters) (GCHQ) على محتويات المكالمات الهاتفية والمراسلات المشفرة التي جرت بين مسؤولي الحكومة التركية أثناء أحداث محاولة الانقلاب الفاشلة، والتي ترِد فيها أوامر بالاستعداد لإعلان حركة الخدمة باعتبارها “مدبر المحاولة الانقلابية” التي شهدتها البلاد في 15 يوليو/ تموز الجاري، ومن ثم الشروع في تنفيذ عملية تصفية موسعة في أجهزة الدولة المختلفة.
جاء ذلك في الخبر الذي نشرته مجلة “فوكس” الألمانية الشهيرة في عددها الأخير الصادر هذا الأسبوع والذي حمل توقيع “فرانك نوردهوزن” (Frank Nordhausen) وعنوانه “القوة، الجنون، أردوغان” (Macht, Wahn, Erdoğan). وقال نوردهوزن الذي حرر نصوص الخبر المثير إن مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية بدأت تتابع حركة المراسلات المشفرة الدائرة بين أعضاء الحكومة التركية بعد نصف ساعة من بدء أحداث المحاولة الانقلابية الفاشلة.
وأظهرت تلك المكالمات المشفرة أن تعليمات صدرت من الحكومة تطالب بتقديم الأستاذ كولن باعتباره المسؤول الأول عن هذه المحاولة، ثم الشروع صباح ليلة الانقلاب في إجراء عملية مطاردة ضد من يزعم أنهم من أعضاء حركة الخدمة أو كما يسميها أردوغان (الكيان الموازي) أو ” تنظيم كولن الإرهابي” في الدوائر الحكومية وأجهزة الدولة الأخرى، وفق ما نقله فرانك نوردهوزن استناداً إلى وثائق مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية.
وأعاد نوردهوزن إلى الأذهان التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتي وصف فيها محاولة الانقلاب الفاشل بـ”لطف كبير من الله تعالى”، ثم علق بقوله: “إن هذه الجمل الساخرة لهذا الرجل تعني وتدل على استعداده الكامل للدوس حتى على جثامين الموتى. والواقع أن الخبراء يرتابون من اتباعه أجندة إسلامية تحت مظلة حزب العدالة والتنمية”، على حد وصفه.
وقال الكاتب الألماني إن أردوغان يرى السلطة كل شيء، ومن الممكن أن يقدم على أية خطوة في سبيل السيطرة عليها، معتبرا أنه وظف الديمقراطية وإجراءاته الإيجابية في بداية حكم حزب العدالة والتنمية كأداة لتحقيق أهدافه السياسية.