أنقرة (الزمان التركية) – في أعقاب المحاولة الانقلابية الفاشلة واعتقالِ عدد كبير من الضباط والقادة العسكرين بتهمة تورطهم فيها بادرت حكومة حزب العدالة والتنمية إلى توجيه دعوة عاجلة لضباطٍ وجنرالات شاركوا في محاولة انقلاب ضد حكومة رئيس الوزراء السابق رئيس الجمهورية الحالي عام 2003 لتعيينهم في مناصب الجنرالات والعسكريين المعتقلين والمقالين مؤخراً.
وأفادت الأنباء بأن رئاسة الأركان التركية بدأت بتوظيف جنرالاتٍ وقادة على مختلف الرتب ممن سبق أن سجنوا في إطار قضية “المطرقة” الانقلابية المعروفة التي كانت تستهدف الإطاحة بحكومة حزب العدالة والتنمية عام 2003، والتي أدانت المحكمة في إطارها أكثر من 365 شخصاً ما بين ضابط وجنرال، لكنهم خرجوا من السجن بفضل تعديلات قانونية أجراها أردوغان في جهازي الأمن والقضاء بعد تحقيقات الفساد والرشوة ضد حكومته في 2013 وتورطها في جريمة “الفساد الدولي” و”التعاون مع تنظيمات إرهابية” من أجل إسقاط النظام النظام السوري وتحقيق مصالح سياسية في الداخل التركي والمنطقة .
يذكر أن إعادة هؤلاء الضباط والجنرالات، الذين كانوا أعداء أردوغان سابقاً، ثم أصبحوا حلفاء بعد “تحقيقات الفساد” و”قضية شاحنات المخابرات” المحملة بالأسلحة والمرسلة إلى تنظيم داعش في سوريا، كما اعترف بذلك نائب رئيس الوزراء طغرول توركاش عندما كان عضواً برلمانياً من صفوف حزب الحركة القومية، إلى مناصبهم القديمة، جاءت بعد تصفية شاملة في صفوف الجيش في أعقاب المحاولة الانقلابية الأخيرة في منتصف يوليو/ تموز الجاري التي وصفتها معظم الصحف العالمية بـ”المفبركة” و”المسرحية”.
وكان المتحدث الرسمي لحزب العدالة والتنمية ياسين آقطاي أعلن توقيف 7 آلاف و423 عسكرياً، من بينهم 162 برتبة جنرال و1967 عقيدا حتى الآن، وبلوغ عدد المعتقلين منهم إلى 2430 شخصاً بتهمة مشاركتهم في محاولة الانقلاب.
وأفادت صحيفة “ميلليت” التركية أن عملية التعيينات الجديدة جرت في كل من قيادة القوات البرية والبحرية والجوية، بالإضافة إلى قيادة قوات الدرك، مشيرة إلى استدعاء مجموعة من القادة القدماء بصورة عاجلة إلى الوظيفة.
وفي إطار التعيينات الجديدة في صفوف القوات المسلحة، تم تعيين آيكار تكين؛ العقيد السابق الذي حكمت عليه المحكمةُ بالسجن لمدة 16 عاماً في إطار تحقيقات قضية المطرقة الانقلابية، ثم أخلي سبيله بعد ثلاثة أعوام ونصف العام، كقائدٍ لمجموعة الجيوش الجنوبية بمنطقة مرمريس التابعة لمدينة موغلا جنوب غرب تركيا، كما تم تعيين بولنت أولجاي؛ العقيد السابق الذي حكمت عليه المحكمة في القضية نفسها بالسجن 18 عاماً، وأفرج عنه بعد أربع سنوات كقائد لخفر السواحل التركي، وذلك بعد إقالة اللواء البحري هاكان أوستام على خلفية محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد في 15 يوليو الحالي.
وفي الوقت نفسه تم تعيين اللواء البحري السابق أوندر شلبي الذي حكم عليه 16 عاماً في إطار القضية ذاتها، ثم أفرج عنه بعد ثلاث سنوات في السجن كقائد لفرقة العمل البحري الموجودة في منطقة “فوجا” غرب تركيا بدلا عن آيدين شيرين؛ العميد البحري الذي تم احتجازه خلال محاولة الانقلاب الفاشلة.
وعينت رئاسة الأركان آيكار تكين المذكور قائداً أيضاً لفرقة الجيوش البحرية المتمركزة في قاعدة بحرية في منطقة أكساز التابعة لمدينة موغلا، كما أسند إلى تكين مسؤلية السفن الحربية التي تنشط منطقة بحر إيجه.
وتم تعيين جام أوكياي العميد الركن السابق الذي قضت عليه المحكمة بالسجن 16 عاماً في إطار القضية نفسها، وأفرج عنه بعد ثلاث سنوات قائداً لشعبة التنظيم والتخطيط التابعة لرئاسة العمليات التي تعتبر من أهم الوحدات في القوات البحرية.
وأخيرا تم تعيين العقيد البحري السابق يانكي باغجي أوغلو الذي قضى ثلاث سنوات في السجن عقب محاكمته بقضية تعرف إعلاميًّا ب”التجسس العسكري” ضد تركيا قائدا للعمليات في القوات البحرية.
وكانت القوات المسلحة عينت ضابطين آخرين حكم عليهما بالسجن في إطار قضية المطرقة وأفرج عنهما بعد ذلك عقب قرارات حكومة الحزب العدالة والتنمية بعد بدء تحقيقات الفساد والرشوة الشهيرة. إذ عينت العقيد عبد الله جنيد الذي أطلق سراحه مؤخراً بعد الحكم عليه في إطار قضية المطرقة الانقلابية في مكان العقيد قائد قوات الدرك في مدينة تونجلي آتيلا تامير؛ إضافة إلى تعيين العقيد يوسف كلّلي المحكوم عليه في القضية ذاتها في منصب العقيد قائد قوات الدرك في مدينة آنطاليا الساحلية أحمد يورتاجول.