أنقرة ( زمان التركية): أنهت السلطات التركية مسيرة جمعية “على درب الرسول” التي انطلقت عام 2013 على يد أكاديميين مخضرمين في مجال السيرة النبوية لتعريف الأتراك بها وتحبيبهم فيها حيث تم إغلاقها بموجب قرارات حالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس رجب طيب أردوغان لمدة 3 أشهر.
وكانت الجمعية دأبت على تنظيم مسابقة بعنوان “الجميع يقرؤه” في كل عام من خلال أربعة كتب مختلفة المستويات تخاطب طلاب المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية والبالغين. وكانت تهدف من خلال هذه الكتب الأربعة التي تتغير سنويا إلى تعريف الناس بجانب مختلف من جوانب حياة وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وخلال مسيرتها على مدار ثلاث سنوات، شارك 4 ملايين و200 ألف شخص في المسابقات وصرح أغلب المشاركين أنهم قرؤوا خلالها وللمرة الأولى كتباً متعلقة برسول الله. وكانت الجمعية وسيلة لتعريف هذا الكم الهائل من الأشخاص بالرسول من مصادر علمية.
وبجانب مسابقة القراءة، نظّمت الجمعية آلاف المؤتمرات العلمية في جميع مدن وبلدات تركيا تم خلالها تعريف الرسول لمئات الآلاف. كما أن المتحدثين خلال حفلات التكريم التي كانت تُبث تليفزيونيا مباشرة تطرقوا خلال كلماتهم إلى الرسول الكريم وعرّفوه إلى ملايين المشاهدين الجالسين خلف شاشات التلفاز.
كانت جائزة المسابقة للأوائل على مستوى المدن ثم البلدات ثم الجمهورية رحلة عمرة إلى الكعبة الشريفة والأراضي المقدسة، لتصبح المسابقة وسيلة لأكثر من 4000 ألف حاصل على مرتبة لأداء العمرة وزيارة الأماكن التي عاش فيها رسول الله الذي قرؤوا سيرته خلال المسابقة. كما جعلت رسولَ الله سبباً في رسم البسمة على وجوه الآلاف من الناس بمنحهم جوائز أخرى لتصبح هذه السعادة والامتنان وسيلة لزيادة حب الرسول في الأفئدة.
ومنذ انطلاق هذه المسابقات، أعلن أردوغان معارضته لها وحظر إقامتها في المدارس والجامعات بعد تحقيقات الفساد المشهورة، انطلاقاً من اختلاف وجعات النظر والمشرب فقط، غير أن الجمعية واصلت تنظيم هذه المسابقات في المطاعم وقاعات الأفراح والصالات الرياضية. وبعد حظر إقامة المسابقات في هذه الأماكن اتّجهت الجمعية إلى إقامة المسابقات عبر الإنترنت فقط مما زاد من إعداد المشاركين.
وبعدما أدرك أنه رغم كل هذه الإجراءات التعسفية لن يستطيع إيقافها، أقدم أردوغان على إغلاق الجمعية بموجب قرارات حالة الطوارئ التي أعلنها عقب المحاولة الانقلابية المفبركة. وبهذا تكون السلطات قد عملت على الحيلولة دون التعريف بسيرة الرسول الكريم من خلال منع تلك الجمعية من استخدام الأماكن التابعة للدولة والبلديات في إقامة المسابقات والمؤتمرات العلمية وحفلات التكريم، وإغلاقها في نهاية المطاف.