إسطنبول (الزمان التركية) – مَنْ قام بمحاولة الانقلاب في تركيا؟ ولصالح مَنْ؟ ولماذا؟.. هذه بعض الأسئلة التي وجهتها وسائل الإعلام العالمية إلى الأستاذ فتح الله كولن في السابع عشر من شهر يوليو/ تموز الجاري عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، التي سارع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكبار المسؤولين في الحكومة التركية إلى اتهامه بالوقوف وراءها.
ونواصل هنا نشر الحوارات واللقاءات التي أجريت مع كولن والتصريحات التي أدلى بها حول هذه المحاولة الفاشلة واتهامه بالضلوع فيها:
سؤال: يتهمكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنكم وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في تركيا، فما ردّكم على ذلك؟
الجواب:
أوَّلًا: مع الأسف شاهدنا العديد من الناس يقول الشيء نفسه بغير دليل، إنني أقيم هنا في أمريكا منذ خمسة عشر عامًا، ولا أعرف الكثيرين هنالك، ومن المحال أن أقوم بهذا الأمر، فأنا طوال عمري ضدّ الانقلابات العسكرية وأندِّد بها وأستنكرها على الدوام؛ لأنني كنتُ أكثر المتضرّرين من هذه الانقلابات، سواء تلك التي وقعت في 27 مايو (1960م)، أو التي وقعت في 12 مارس (1971م) أو التي حدثت في 12 سبتمبر عام (1980م)، أو التي جرت في 28 فبراير عام (1997م).
بعد انقلاب (1997م) جئتُ إلى أمريكا من أجل العلاج، ومن يومها وأنا أقيم في هذه الدولة.
قبل عشرين عامًا كنت أقول: “لا رجوع عن الجمهورية والديمقراطية”، وإن الذين ينادون بالجمهورية والديمقراطية الآن كانوا يكتبون المقالات ضدي في وسائل الإعلام نفسها بسبب هذه التصريحات.
إنني ما زلت منذ عشرين عاما إلى الآن وأنا أكرر الشيء نفسه: “الديمقراطية وصندوق الاقتراع هما السبيل الوحيد إلى السلطة، فلا خير يُرجى من الانقلابات، وإن استخدام القوة الغاشمة لا يفيد شيئا للدولة”.. ربما أكون قد كررت هذه الأفكار أكثر من خمسين مرة حتى الآن، ولذا فمن غير الممكن أن يُفكر إنسانٌ مثلي بلغ من العمر السابعة والسبعين عاما في القيام بهذا الأمر المقيت.
ثانيًا: إنني لا أعرف مطلقًا هؤلاء الذين زعموا أنهم يقومون بالانقلاب، ولا صلة ولا علم لي بهم لا من قريب ولا من بعيد، وعلى ذلك أكرر عليكم ذات الفكرة والعرض الذي عرضتُه على رجال الصحافة أمس: لتتولّ لجنةٌ دولية التحقيق في هذا الأمر والتدقيق فيه، فإن ظهرت ادعاءات السلطات التركية بحقي صحيحة أو حتى لو بَنَتْ هذه اللجنة أحكامها على أدلة مغلوطة فإنني سأنزل على حكمها أيًّا كان عن طيب نفس وخاطر.. ولكن من غير الممكن أن نسلّم بادعاءات واتهامات مبنية على الحقد والكراهية “.
فيما بين السابع عشر إلى الخامس والعشرين من ديسمبر عام (2013م) أطلّت علينا وتكشَّفت أحداث وفضائح الفساد والرشاوى، وقد كشفت هذه الأحداثُ عن وجود أعمال فساد ولصوصية وتبادُلٍ للرشاوى داخل الدولة، وعن الإسراف والبذخ الذي يعيش فيه أصحاب القصور.
وهذه الأحداث لا صلة لنا بها، ولا أدري من كان وراءها المخابرات الألمانية أم المخابرات الأمريكية أم الاستخبارات التركية.. لا أدري! ومع ذلك نُسبت كل هذه الأحداث إلى محبِّينا والمتعاطفين معنا، ومنذ ذلك اليوم بدأت حركة الخدمة توصَفُ بـ”الكيان الموازي”، ومما زاد الطين بلّةً أنهم ادّعوا علينا زورًا وبهتانًا أيضًا أننا نحن من دبّر هذا الانقلاب.. هذا أمر لا يمكن قبوله مطلقًا!
والحق أن الكثيرين قد علقوا على محاولة الانقلاب هذه بقولهم: لقد قام أردوغان وأتباعه بهذه التمثيلية الانقلابية بهدف إحكام قبضتهم على المؤسسة العسكرية ووضعها تحت وصايتهم، وحتى يتسنّى لهم إقصاء المعارضين لهم في داخل السلك العسكري.. أو أنه ربما أثار بعض القوميين العسكر للقيام بهذا الأمر وتورط معهم بعض السذّج.. ويؤكد هذا الكلامَ قولُ رئيس الجمهورية التركية “أردوغان”: “إن هذه المحاولة قد عزَّزت من سلطتنا، لدرجة أننا أصبحنا نستطيع القيام ببعض التغييرات والتعديلات داخل المؤسسة العسكرية، وأن نفرض الوصاية عليها”، إضافة إلى قوله: “أنا القائد العام الآن”؛ بمعنى أن المؤسسة العسكرية وغيرها قد صارت تحت وصايتي المحضة.
وعند التدقيق في كل هذه الأمور، وإلقاء نظرة شاملة عليها، وإخضاعها لمبدإ السبب والنتيجة؛ سيتبين لنا بداهة أن هؤلاء قاموا بمثل هذه العملية حتى يتيسر لهم الأمر فيما بعد، وحتى يتمكّنوا من إطلاق يدهم كيفما يشاؤون داخل المؤسسات الحكومية دون مُسَاءَلة.
كولن يرد على الاتهامات: أرحب بالتحقيق الدولي (1)
كولن يرد على الاتهامات: من دبروا الانقلاب هم المستفيدون منه (2)
كولن يرد على الاتهامات: لا أخشى إلا الله (3)
كولن: لا أتصور تخلي محبي الخدمة عن عطائهم للإنسانية (4)
رابط دائم:
http://www.zamanarabic.com/?p=121142