باريس (أ ف ب ): تركيا ما بعد الانقلاب أضيف إلى ملفاتها الداخلية المقلقة ملف محاربة تنظيم هلامي يتحرك بسرعة. أخبار مواقع التواصل الاجتماعي وتغريدات من خارج الحدود مدعوما بتسربيات من بعض السفارات بالإضافة إلى الجرح الكردي النازف منذ زمن بعيد ناهيك عن حدود مشرعة بين سوريا وتركيا يتسرب عبرها مئات الآلاف من المقاتلين القادمين من أصقاع الأرض إلى سوريا.
طوت تركيا الرئيس رجب طيب أردوغان صفحة انقلاب، جاء بالتوقيت المناسب بكل المقاييس، في لحظة سياسية وأمنية حتمت فشله بسرعة قياسية. انقلاب عزز من قبضة الدولة على مفاصلها التي يتحكم في بعضها رجال ظلوا يدينون بالولاء للرجل القوي فتح الله كولن.
الأخير الذي يتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقرا له قال كلمته في الانقلاب في ساعته الأولى معلنا براءته من هذه المشهدية التي تشبه إلى حد ما بعض الخرجات الهوليودية. استشعر كولن أن القوم سيحملونه وزر هذه الأزمة.
أردوغان لم يتأخر في هجومه على كولن ملمحا بانتقاداته اللاذعة لمضيف غريمه التاريخي. أردوغان حصد بمنجله السلطاني أكثر من سبعة آلاف من معارضيه ومنتقديه في المؤسسة العسكرية والجسم القضائي. غلة كبيرة تغطي الحاجة في بعض السنوات العجاف القادمة. تطور جعل شهر العسل الأمريكي التركي في نهاياته غير السعيدة حيث يبدو أن منغصات العشق الإسطنبولي الأمريكي تتكاثر بسرعة كبيرة، كما أن الحلم التركي بدخول العالم الأوروبي بات مهددا مع حديث القيادة التركية عن احتمال عودة أحكام الإعدام.
الدور التركي في المنطقة كلاعب إقليمي بات يهمس بشأنه في الجلسات الروسية الأمريكية المتكررة والمتزامنة مع الأحداث الأخيرة. دور باتت تكتب له سيناريوهات متشائمة في صحف محسوبة على حلفاء وشركاء للطيب أردوغان.
الرئيس أردوغان ما بعد الانقلاب الهوليودي الفاشل قوي في الداخل بقبضة حديدية، لكنه تحت المجهر الدولي فيما خص احترام القوانين والحريات، تحت موجة غير مسبوقة من التصميم على محاربة الإرهاب برأسه الداعشي ومواجهة من يدعم ويسهل عمل هذا التنظيم.
تركيا ما بعد الانقلاب أضيف إلى ملفاتها الداخلية المقلقة، ملف محاربة تنظيم هلامي يتحرك بسرعة أخبار مواقع التواصل الاجتماعي وتغريدات من خارج الحدود مدعوما بتسربيات من بعض السفارات، بالإضافة إلى الجرح الكردي النازف منذ زمن بعيد ناهيك عن حدود مشرعة بين سوريا وتركيا يتسرب عبرها مئات آلاف من المقاتلين القادمين من أصقاع الأرض إلى سورية.
كل هذه الملفات ستدفع أنقرة إلى انتهاج سياسة خارجية أكثر واقعية وأقل حدة بعيدا عن التموضع كرأس حربة، لتترك الميدان لقطبي الحروب الباردة والساخنة روسيا والولايات المتحدة الأمريكية ولتأمن غضب القارة الأوروبية المكلومة بهجمات إرهابية متكررة. الانقلاب الفاشل في تركيا تاريخ جديد للمعارضة وللسلطة ولحلفاء إسطنبول.