إسطنبول (زمان عربي): اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما سماه بالكيان الموازي بالوقوف وراء محاولة الانقلاب على حكمه .
وقال أردوغان في مؤتمر صحفي في مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول: “الأصدقاء الأعزاء، كما تعلمون، كان هناك – مع الأسف – حراك داخل القوات المسلحة بعد ظهر اليوم (أمس الجمعة). لم يكن ذلك سوى محاولة لفئة تمثل أقلية في صفوف الجيش لم تسستغ وحدة بلادنا وتضامن أبنائها، سبق أن سميتها بالكيان الموازي. لقد توغل هذا الكيان في كل من السلكين الأمني والعسكري بأقنعة شتى”، دون أن يتطرق إلى أسباب تأخر عملية التصدي للانقلابيين إلى ساعات متأخرة من الليل.
ووصف أردوغان المحاولة الانقلابية بـ”لطف كبير من الله تعالى” قائلاً: “مهما كان الأمر فإن هذه المحاولة في التحليل الأخير هي لطف كبير من الله من أجل تطهير القوات المسلحة التركية التي من المفترض أن تكون خالية ونقية من هذه العناصر. واتخاذ مثل هذه الخطوة قبيل عقد مجلس الشورى العسكري مطلع شهر أغسطس المقبل له دلالته، فالبعض توقعوا ما سيحدث في هذا الاجتماع، فبادروا إلى الإقدام على مثل هذه الخطوة”، على حد قوله.
وزعم أردوغان أن البلاد في الوقت الراهن تحت احتلال الكيان الموازي – على حد تعبيره – وتابع: “كما تعلمون أن هذا المطار تعرض مؤخراً لهجوم مسلح من قبل ميليشيات داعش أسفر عن مقتل عشرات المواطنين، والآن يحاول الكيان الموازي إحداث الاحتلال والانقلاب كذلك، فهناك طائرات إف 16 تحلق حالياً في أجواء المطار. ألم يتبين بعد هذه المحاولة الانقلابية أن هذا الكيان حركة إرهابية؟ بلى تبين!”، على حد قوله.
وأردف الرئيس أردوغان بقوله: “قبل وصولي إلى مطار إسطنبول كنت في مدينة مارمريس، وتلقيت أخباراً بأنهم قصفوا مكان إقامتي هناك أيضاً – مع الأسف – بعد مغادرتي لها مباشرة، لكنهم لم يستطيعوا متابعة دخولي إلى هذا المطار”، وفقاً لقوله.
ولفت خبراء ومحللون سياسيون إلى أن أردوغان وجد ضالته وذريعته لإعلان حركة الخدمة منظمة إرهابية مسلحة بعد أن فشل في إقناع العالمين الغربي والعربي مؤخراً بذلك ، وأنه يصر منذ اللحظة الأولى على ربط هذه المحاولة بالأستاذ فتح الله كولن في ظل غياب أي تحقيق أو بحث، على الرغم من أن كولن أدان كل تدخل غير ديمقراطي وأدان هذه المحاولة الانقلابية منذ اللحظة الأولى من شيوع الخبر من خلال بيان نشرته الصحف المحلية والدولية.
يذكر أن النائب بالبرلمان التركي من حزب الشعب الجمهوري المعارض محمود تانال كان زعم أن الأحداث التي وقعت في إطار الانقلاب العسكري تطورت بتوجيه من حكومة حزب العدالة والتنمية، وأضاف: “ليست هناك مخاوف من حدوث انقلاب عسكري في البلاد، لو كان الأمر هكذا لتوجه العسكر إلى فرض السيطرة على القنوات التليفزيونية، التي لم تتم السيطرة عليها حتى اللحظة، فكل الأحداث تقع بتوجيه السلطة الحاكمة”، على حد قوله.