باريس (زملن عربي- رويترز) – توج منتخب البرتغال بطلا لأوروبا للمرة الأولى في تاريخه بفوزه بكأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016) بعد فوز متأخر بهدف لا شئ على المنتخب الفرنسي صاحب الأرض والجمهور الذي احتشد خلفه بكل قواه.
وأصبح منتخب البرتغال بطلا، غير متوقع، عندما منحه هدف أيدر بتسديدة صاروخية في الوقت الإضافي لقبه الأول في بطولة أوروبا لكرة القدم بعد أن تجاوز فقدان كريستيانو رونالدو مبكرا قبل منتصف شوط المباراة النهائية في يورو 2016 مساء أمس ألأحد في منتصف الشوط الأول لينتزع الفوز 1- صفر على فرنسا صاحبة الضيافة.
واختار أيدر اللحظة المثالية لتسجيل هدفه الأول مع البرتغال في مباراة رسمية إذ أطلق تسديدة كالقنبلة من 25 مترا في الدقيقة 109.
وكانت لحظة ساحرة للمهاجم البالغ عمره 28 عاما والذي يلعب في ليل الفرنسي ومثلت ضربة قاضية في تحديد نتيجة مباراة متكافئة وحذرة.
وأبلغ المهاجم الصحفيين “إنه أمر مذهل. قاتلنا بقوة رهيبة.. كنا في غاية الروعة. أعتقد أننا نستحق هذا اللقب بسبب الجهد الذي بذلناه.. كل اللاعبين والجهاز الفني.”
وكانت النتيجة قاسية بالنسبة لفريق المدرب ديدييه ديشان الذي سيطر على المباراة وأهدر العديد من الفرص أمام مساندة ضخمة من الجماهير التي جاءت لاستاد فرنسا على أمل الاحتفال بلقب اوروبي ثالث.
ورفع كأس البطولة رونالدو الذي بكى بعد خروجه من الملعب على محفة بسبب إصابة في الركبة بعد 24 دقيقة من البداية.
وكان التركيز قبل المباراة على رونالدو وآماله في تتويج مسيرته الباهرة بالانجاز الوحيد الذي ينقصه وهو لقب دولي مع بلاده.
وكان السيناريو المكتوب له هو تقديم أفضل أداء كأحد المواهب الحقيقة في كرة القدم لكنه اضطر للخروج من الملعب بعد تدخل قوي من ديميتري باييه تركه ممدا على الأرض في ألم.
ولم تكن هذه هي النهاية التي يتصورها لكن بعد أن كان ضمن تشكيلة البرتغال التي خسرت على نحو مفاجئ وهي صاحبة الضيافة أمام اليونان في النهائي عام 2004 احتفل رونالدو في صخب مع زملائه بعد رفع الكأس.
وبالنسبة لفرنسا كانت الهزيمة مريرة بعدما دخلت المباراة وهي مرشحة للفوز على أمل رفع معنويات دولة لا تزال تتعافى من آثار هجمات نوفمبر تشرين الثاني الماضي في باريس.
وقال ديشان “أهدرنا فرصة.. ربما ليست فرصة استثنائية لكنها فرصة رائعة لنصبح أبطالا لاوروبا.”
وأضاف “خيبة الأمل التي نشعر بها هائلة وسنحتاج إلى وقت لتجاوزها. فزنا معا وعانينا معا وخسرنا معا. كان من الرائع أن نقدم هذه الكأس لمشجعينا هنا على أرضنا.”
وفي أغلب فترات المباراة بدا أن هناك فائزا واحدا إذ بدأت فرنسا بنوايا هجومية بفضل الوجود القوي وانطلاقات موسى سيسوكو في وسط الملعب.
وتصدى الحارس روي باتريسيو لتسديدته القوية في الدقيقة 34 لكن عند هذه النقطة فرضت فرنسا سيطرتها على المباراة دون ان تتمكن من اختراق الطريقة الدفاعية لمنافستها.
وبدون رونالدو بدا ان البرتغال ليست في عجلة من أمرها للاندفاع نحو الهجوم كما ظهر على لاعبيها السعادة بسبب اندفاع المباراة نحو صراع خططي حذر.
إلا أنها واجهت خطورة في الدقيقة 67 بعد ان ذهبت عرضية كينجسلي كومان صوب انطوان جريزمان غير المراقب وهو على بعد ستة أمتار من المرمى لكن هداف البطولة أضاع الفرصة الذهبية بتسديدة بالرأس فوق المرمى.
وبعدها بدقائق أجبر اوليفييه جيرو – الذي تلقى تمريرة البديل كومان – الحارس باتريسيو على التصدي لكرته بشكل رائع قبل ان يمنع محاولة من سيسوكو مع اندفاع فرنسا نحو الهجوم.
وسنحت أخطر فرصة لفرنسا في الوقت المحتسب بدل الضائع بعد ان راوغ اندريه-بيير جينياك رقيبه قبل ان يسدد الكرة لتصطدم بالقائم وترتد لتمر من أمام المرمى.
وبينما واصلت البرتغال التراجع في الوقت الإضافي سنحت لها أفضل الفرص بعد ان لعب إيدر الكرة برأسه ليتصدى لها الحارس هوجو لوريس ثم سدد رفائيل جيريرو مدافع البرتغال ركلة حرة ارتدت من العارضة قبل أن يسجل إيدر هدف الانتصار.