باريس (رويترز) – أنهت ايطاليا عقدة عمرها 22 عاما لتحرم اسبانيا من فرصة التتويج بلقبها الثالث على التوالي في بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016) بعد فوز مستحق 2- صفر لتتأهل إلى دور الثمانية مساء أمس الاثنين.
وتفوقت ايطاليا بثنائية جيورجيو كيليني وجراتسيانو بيليه لتضرب موعدا مع المانيا بطلة العالم في الدور المقبل.
وكانت ايطاليا – التي لم تفز على اسبانيا في مباراة رسمية منذ كأس العالم 1994 وتعرضت لهزيمة ساحقة 4-صفر في نهائي النسخة الماضية في كييف – الطرف الأفضل بشكل واضح خاصة في الشوط الأول.
وبدت ايطاليا أكثر تنظيما وندية في الشوط الأول وانقذ ديفيد دي خيا حارس اسبانيا مرماه من فرص كثيرة لكنه لم يستطع التعامل مع ركلة حرة سددها ايدر لتصل الكرة الى كيليني الذي اودعها الشباك في الدقيقة 33.
وعانت ايطاليا في الشوط الثاني وتعرضت لضغط مستمر من اسبانيا حتى نجح جراتسيانو بيليه في مضاعفة التقدم بعد متابعة لعرضية ماتيو دارميان في الوقت المحتسب بدل الضائع.
وقال أنطونيو كونتي مدرب ايطاليا والذي لعب أساسيا في الفوز 2-1 على اسبانيا في كأس العالم 1994 “يملك اللاعبون شيئا مهما بداخلهم بعيدا عن المألوف.”
وأضاف “أثبتنا أن إيطاليا لا تعتمد فقط على (كاتيناتشو)” مشيرا إلى مصطلح يصف العقلية الدفاعية للفريق الايطالي.
وتشكل الهزيمة نهاية لفترة هيمنة اسبانيا في أوروبا منذ توجت ببطولة 2008 بعدما أطاحت بايطاليا من دور الثمانية وكررت الانجاز في 2012.
وقال كيليني “كنا نستحق الفوز وكان بالإمكان حسم اللقاء في وقت مبكر. فكرة الثأر كانت في عقولنا واليوم قدمنا شيئا إضافيا ولعبنا بشكل جيد وينتابنا شعور ايجابي ورغبة في تنفيذ المهمة على نحو جيد.”
وأضاف “بعد سنوات من هيمنة اسبانيا نجحنا في الثأر وهذه مجرد بداية. سنستمتع بالفوز لكن الطريق لا يزال طويلا حتى النهاية والأفضل لم يأت بعد.”
وقال فيسنتي ديل بوسكي مدرب اسبانيا “نتقبل الهزيمة. ربما كانوا الفريق الأفضل..لم يلعبوا بشكل رائع لكنهم كانوا أقوياء في ألعاب الهواء وتمتعوا بقوة بدنية وتحلوا بالخطورة.”
وتابع “أتيحت لنا فرص في الشوط الثاني وحاول اللاعبون بذل قصارى جهدهم وبشتى الطرق لكن عجزنا عن التسجيل” مشيرا إلى أنه سيناقش مستقبله مع الاتحاد الاسباني للعبة.
* اسبانيا باهتة
عجزت اسبانيا عن فرض أسلوبها بتبادل التمريرات القصيرة السريعة في ملعب زلق بسبب الأمطار في باريس وكانت نهاية هيمنتها على القارة تبدو قريبة بعد الخروج من دور المجموعات بشكل مفاجئ في كأس العالم قبل عامين.
وستلتقي ايطاليا التي فازت مرة واحدة في آخر 11 مواجهة ضد اسبانيا وتشارك في النهائيات بتشكيلة تفتقر للنجوم مع المانيا يوم السبت المقبل في بوردو في مواجهة أخرى من العيار الثقيل من أجل مقعد في المربع الذهبي.
وهدف كيليني هو اول هدف يدخل مرمى اسبانيا في دور خروج المهزوم ببطولة اوروبا أو كأس العالم منذ هز زين الدين زيدان الشباك مسجلا الهدف الثالث لفرنسا في انتصار 3-1 في دور الستة عشر بكأس العالم 2006.
وجاء التهديد الأول في المباراة باستاد فرنسا من ايطاليا بعد دقائق من البداية عندما سدد بيليه برأسه بعد ركلة حرة نفذها أليساندرو فلورينتسي لكن دي خيا أظهر براعته في إبعاد الكرة.
وتعين على الحارس الاسباني التألق مجددا بعد عدة دقائق بالتصدي لتسديدة إيمانويلي جياكيريني.
ولم تسدد اسبانيا – التي خسرت لأول مرة بعد 15 مباراة متتالية في بطولة أوروبا أمام كرواتيا 2-1 في ختام دور المجموعات – أي كرة على مرمى ايطاليا قبل تسديدة من أندريس إنيستا افتقرت للقوة قبل مضي نصف ساعة على اللقاء.
ومع بداية الشوط الثاني اتخذت اسبانيا المبادرة ووجه ألفارو موراتا ضربة رأس نحو مرمى جيانلويجي بوفون.
ومع ذلك احتفظ الايطاليون بخطورتهم وكاد الهدف الثاني يأتي عبر إيدر لكنه أخفق في انفراد بدي خيا بعد تمريرة ذكية من بيليه بعد ساعة من عمر اللقاء.
وأهدرت اسبانيا فرصة جيدة قبل ربع ساعة على النهاية من تسديدة جيدة لإنيستا لكن بوفون أمسك بها ببراعة.
وحسمت خبرة بوفون الأمور مجددا عندما أنقذ فرصة خطيرة أتيحت لجيرار بيكي قبل أن يقضي بيليه على آمال اسبانيا في التعويض.