نيس (فرنسا) (رويترز) – فجرت ايسلندا واحدة من أكبر مفاجآت بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016) بعدما عدلت تأخرها بهدف الى انتصار 2-1 على انجلترا لتطيح بمنافستها من دور الستة عشر وتجبر المدرب روي هودجسون على الاستقالة يوم الاثنين.
ورغم التباين الهائل بين مكانة الفريقين في تاريخ اللعبة ظهرت ايسلندا بشكل أفضل في جميع النواحي وحققت الفوز عن استحقاق لتواصل الحلم بمشاركتها الأولى في النهائيات وتضرب موعدا مع فرنسا في دور الثمانية.
وبدأت انجلترا المباراة بشكل قوي عندما أسقط حارس ايسلندا رحيم سترلينج في المنطقة لينفذ وين روني ركلة الجزاء بنجاح في الدقيقة الرابعة.
لكن راجنار سيجوردسون أدرك التعادل بعد دقيقتين فقط قبل ان يضيف زميله كولبين سيجثورسون الهدف الثاني في الدقيقة 18 بتسديدة منخفضة لم ينجح الحارس جو هارت في ابعادها.
ولم يتعاف منتخب انجلترا الذي سيطر عليه الذهول من وقتها وبالكاد وصل لمرمى الحارس هانيس هالدورسون ليخرج بواحدة من اسوأ الهزائم في تاريخه.
وايسلندا هي أصغر دولة تشارك على الاطلاق في بطولة كبرى لكن طموحها قادها لمواجهة فرنسا البلد المضيف في دور الثمانية واذا طال الحلم ستواجه المانيا أو ايطاليا في المربع الذهبي.
وسيشاهد الفريق الانجليزي بقية مباريات البطولة من المنزل بعدما أضاف اخفاقا جديدا في نهائيات بطولة اوروبا إذ لم يفز بأي مباراة في أدوار خروج المهزوم منذ التفوق بركلات الترجيح على اسبانيا عام 1996.
كانت الأمور تبدو مغايرة تماما عندما حصل سترلينج على ركلة جزاء مبكرة بعد أربع دقائق إثر عرقلة من الحارس هالدورسون ليحرز روني هدف التقدم المبكر.
لكن الفرحة لم تدم أكثر من دقيقتين حيث استغلت ايسلندا سلاح رميات التماس الطويلة لتدرك التعادل.
ونفذ آرون جونارسون رمية تماس قوية لمسها كارل أرناسون لتصل إلى سيجوردسون غير المراقب لينتزع التعادل.
واذا كان دفاع انجلترا سيئا في هدف التعادل فقد كان كارثيا عند تسجيل ايسلندا للهدف الثاني حيث أتيحت المساحات والوقت لسيجثورسون الذي سدد من حافة منطقة الجزاء بأريحية.
ورغم افتقار التسديدة للقوة اكتفى الحارس جو هارت بلمس الكرة وشاهدها وهي تتسلل إلى شباكه.
وأصيبت انجلترا بصدمة وقضت بقية الشوط تحاول الهجوم دون جدوى وسط صيحات استهجان من جماهيرها.
ولم يعد فريق ايسلندا هو نفسه الذي خسر 6-1 أمام انجلترا في 2004 في آخر مواجهة بينهما فقد تفوق على هولندا ذهابا وإيابا في تصفيات بطولة 2016.
وفي البطولة الجارية صمدت ايسلندا أمام البرتغال وفرضت عليها التعادل ولم تكن محظوظة باستقبال هدف متأخر لتتعادل معها المجر قبل أن تتفوق على النمسا وتحتل الوصافة بمجموعتها.
كان يمكن لأي شخص على دراية قليلة بتاريخ الفريقين أن يتوقع بسهولة فوز انجلترا بطلة العالم السابقة على دولة صغيرة يقطنها 330 الف نسمة وتشارك لأول مرة في النهائيات.
وخرج لاعب الوسط جاك ويلشير في الشوط الثاني ثم شارك المهاجم جيمي فاردي لكن لم يحرز الفريق تقدما وعجز عن الضغط بشكل قوي.
لكن في المقابل كان سيجوردسون قريبا من التسجيل مجددا لولا تصدي هارت للكرة هذه المرة.
ومع اطلاق صفارة النهاية تحول الملعب إلى ساحة احتفالات للاعبي ايسلندا ومدربهم أمام الجماهير بينما هتف جمهور انجلترا ضد لاعبيه “هذا القميص لا يليق بكم.”
يورو 2016، أيسلندا، إنجلترا، هودجسون