أنقرة (زمان عربي)- توصلت تركيا وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما عقب لقاء عقد أول من أمس الأحد في روما أعلن أنه سيكون الأخير في المفاوضات المستمرة منذ ثلاث سنوات وبالفعل أعلن رئيسا وزراء الإسرائيلي والتركي الاتفاق أمس ووقعه الجانبان اليوم الثلاثاء.
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وضع ثلاثة شروط لتطبيع العلاقات مع إسرائيل لم يتحقق منها سوى شرط واحد في الاتفاق المعلن أمس.
اليوم في تمام الحادية عشرة صباحا تم توقيع الاتفاق بين تركيا وإسرائيل. كما أدلى رئيس الوزراء التركي بينالي يلدريم بتصريحات بشأن تفاصيل الاتفاق خلال كلمته، التي ألقاها يوم أمس أمام الصحفيين، مشيرا إلى أن إسرائيل ستدفع تعويضات.
شروط أردوغان الثلاثة لتطبيع العلاقات مع اسرائيل كانت: التعويضات لأسر ضحايا سفينة مافي مرمرة التي هاجمتها إسرائيل في البحر المتوسط عام 2010 والاعتذار عن هذا الهجوم ورفع الحصار عن قطاع غزة. لكن شرط واحد فقط من بين هذه الشروط الثلاثة تحقق حتى الآن وهو موافقة إسرائيل على دفع التعويضات. لكن هذه التعويضات لن تمنح لأسر ضحايا ومصابي مافي مرمرة بصورة مباشرة، وإنما سيتم إنشاء صندوق للمساعدات الإنسانية ليشرف على هذا الأمر، بينما لم تقدم إسرائيل اعتذارا رسميا عن الهجوم على مافي مرمرة ولم تقبل رفع الحصار عن غزة.
الاتفاق بين تركيا وإسرائيل تضمن 8 بنود أساسية هي:
- تتم إعادة جميع العلاقات الدبلوماسية والطبيعية بين البلدين. ويتضمن ذلك عودة السفراء والزيارات الرسمية. كما يتعهد الطرفان بالإحجام عن التحركات التي من شأنها أن تضر بمصالحهما على المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو).
- تتراجع تركيا عن طلب رفع الحصار عن غزة. وفي المقابل تتعهد إسرائيل بإيصال المساعدات التركية إلى القطاع عبر ميناء أشدود عقب فحصها من الجانب الإسرائيلي. كما ستسمح إسرائيل لتركيا بإنشاء مستشفيات ومحطات توليد كهرباء ونظام معالجة المياه داخل القطاع.
- ستحوِّل إسرائيل نحو 21 مليون دولار إلى صندوق للمساعدات الإنسانية في تركيا على أن يتم منحها إلى أسر ضحايا ومصابي مافي مرمرة.
- تصدر تركيا قانوناً ينص على إسقاط جميع الدعاوى القضائية المفتوحة بحق الجنود الإسرائيلين فيما يخص اقتحام سفينة مافي مرمرة.
- ستمنع تركيا حركة حماس من استخدام البلاد كقاعدة من أجل فعاليتها ضد إسرائيل، وفي المقابل ستتراجع إسرائيل عن طلب إغلاق مكتب حماس في تركيا. وكانت تركيا قد قامت بترحيل صلاح العاروري، العضو البارز في حماس المتهم باختطاف ومقتل الشباب الإسرائيلي في عام 2014. وتعهد المسؤولون الأتراك بعدم السماح بعودته.
- استئناف التعاون العسكري والتبادل الاستخباراتي بين البلدين من جديد.
- سيبدأ الطرفان لقاءات بشأن إنشاء خط أنابيب سيضمن استخراج الغاز الطبيعي الإسرائيلي وتوزيعه.
- لم يتضمن الاتفاق بنداً بشأن إعادة المواطن الإسرائيلى “آفيرا منجستو” الذى فقد في قطاع غزة سبتمبر 2014 أو إعادة رفات الجنديين “أورون شاول” و” هادار جولدن”، لكن تركيا وعدت بالتباحث مع حماس وضمان إعادتهم. كما أبلغت إسرائيل كلاً من مصر وروسيا واليونان وقبرص الجنوبية بشأن الاتفاق.
ما معنى هذا؟
لايتضمن الاتفاق بنداً ينص على وجوب دفع إسرائيل تعويضات رسمية بسبب حادثة مافي مرمرة. بل تكتفي إسرائيل التي اعتذر رئيس وزرائها هاتفياً لأردوغان عقب الضغوط الأمريكية بتقديم مساعدات إلى أوقاف خيرية تركية بدلا عن دفع تعويضات رسمية إلى تركيا.
وكان أردوغان قد اقترح ثلاثة شروط لتطبيع العلاقات وبهذا الاتفاق يكون قد تخلّى عن رفع الحصار على قطاع غزة. بل وبموافقته على إرسال المساعدات إلى قطاع غزة عبر ميناء أشدود يكون قد اعترف رسميا بالحصار. وذهب هدف كسر الحصار على القطاع، الذي كان تهدف له سفينة مافي مرمرة، هباء.
كما كانت إسرائيل قد طلبت من مافي مرمرة إنزال المساعدات، التي تحملها، في ميناء أشدود على أن يتم إرسال المواد الاغاثية، التي ستتم الموافقة عليها، إلى داخل القطاع. وعندما رفض طاقم السفينة الطلب هاجمت السلطات الإسرائيلية السفينة في المياه الدولية.
تعهد الطرفين بالإحجام عن التحركات التي من شأنها أن تضر بمصالحهما على المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، يعني أن تركيا لن تدعم النضال على الساحات الدولية لإنشاء دولة فلسطينية.
وعلى الرغم من التنازلات الكبيرة، التي قدمها أردوغان وفريقه إلى إسرائيل، سيعملون على إقناع أنصارهم في تركيا والعالم العربي والإسلامي بأن هذا الاتفاق هو نجاح كبير.
ما طلبته تركيا وما حلصت عليه
وإذا أردنا تلخيص الموضوع في عبارات قصيرة فإن أردوغان كان قد وضع الشروط التالية للتطبيع مع إسرائيل، التي أعلنها عدواً لتركيا عقب اعتدائها على سفينة مافي مرمرة:
- أن تعتذر إسرائيل عن الهجوم على مافي مرمرة.
- أن تدفع إسرائيل تعويضات لضحايا الحادث.
- أن ترفع إسرائيل الحصار عن قطاع غزة.
ووفقا للاتفاق المعلن فإن إسرائيل:
- لن تقدم اعتذارا رسميا.
- سيتواصل الحصار على قطاع غزة. وسيتم إدخال المساعدات عبر ميناء أشدود الإسرائيلي كما كان في السابق.
- ستنقل إسرائيل نحو 21 مليون دولار إلى صندوق مساعدات في تركيا دون أن يتضمن الاتفاق عبارة “دفع إسرائيل تعويضات بسبب حادثة مافي مرمرة”.
إذن من الرابح ومن الخاسر في هذه المساومة؟