باريس (رويترز) – بلغت ويلز دور الثمانية في بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016) بالفوز 1- صفر على أيرلندا الشمالية بعدما سجل جاريث مكولي هدفا بالخطأ في مرماه بعد كرة عرضية من جاريث بيل في مباراة حذرة مساء أمس السبت.
واستحوذ منتخب ويلز على الكرة وكان الفريق الأفضل في الشوط الثاني لكنه لم ينجح في اختراق الدفاع الأيرلندي الصلب حتى قدم بيل اللحظة الوحيدة من المهارة الخالصة في المباراة بعد 75 دقيقة.
وحصل اللاعب الويلزي البارز – الذي كان مكبلا في أغلب اللقاء – على بعض الأمتار الخالية واستغل الفرصة فأرسل كرة عرضية داخل منطقة الجزاء لم يستطع مكولي سوى أن يحولها إلى شباك فريقه.
وكانت ضربة قاسية للمنتخب الأيرلندي الذي كان ندا خلال المباراة لكنه افتقر للجودة اللازمة لتحويل الفرص إلى خطورة على ويلز التي تنتظر الآن مواجهة المجر أو بلجيكا في دور الثمانية في ليل يوم الجمعة.
وقال كريس كولمان مدرب ويلز الذي بلغ فريقه دور الثمانية في بطولة كبيرة لأول مرة منذ كأس العالم 1958 “كانوا أفضل منا في الواقع اليوم.”
وأضاف “لعبوا بشكل جيد جدا. أظهرنا روحا عالية وشجاعة. أظهرنا الجانب الآخر من مستوانا. صمدنا ونجحنا في التأهل. إنه إنجاز رائع.”
وبالنسبة لمدرب أيرلندا الشمالية مايكل أونيل كان مذاق الهزيمة مريرا.
وقال: “اللاعبون كانوا في غاية الروعة. أظهروا اعتزازهم باللعب لبلدهم لكن حين تنتهي الأمور بهذا الشكل تكون قاسية للغاية. لا أعتقد أننا حصلنا على ما نستحق.”
وأضاف “في كرة القدم الدولية عندما تكون دولة صغيرة يجب أن تكون قويا من الناحية الخططية حتى تجعل من الصعب هزيمتك وفعلنا ذلك بالتأكيد.”
وكانت مواجهة السبت – وهي الأولى بين فريقين بريطانيين في أدوار خروج المهزوم ببطولة كبيرة – معركة بين منتخب ويلز المليء بالمواهب الفردية والروح الجماعية لأيرلندا الشمالية.
وفي ظل عدم فوزها على ويلز في ثماني محاولات منذ عام 1980 كان واضحا من اللحظات الأولى أن أيرلندا لن تسمح لمنافستها وخاصة بيل بفرض السيطرة على المباراة.
وبدأ فريق المدرب أونيل بتدخلات قوية والتزم تماما بوجود العديد من اللاعبين خلف الكرة مع تطلعه للاستفادة من الإحباط الويلزي بالتقدم للهجوم في بعض الأحيان.
وافتقرت ويلز للمكر الضروري لاختراق الدفاع في الشوط الأول السيئ حيث كانت أقرب فرص فريق المدرب كولمان لافتتاح التسجيل هي محاولة لآرون رامسي احتسبت تسللا في الدقيقة 18.
وامتلكت أيرلندا الشمالية الكرة لفترات أقل لكنها كانت الأكثر تهديدا للمرمى وأجبر ستيوارت دالاس الحارس وين هينيسي على التصدي لأول محاولة من داخل منطقة الجزاء مباشرة ثم أبعد حارس ويلز تسديدة من جيمي وارد.
وأدى الافتقار للجودة إلى صمت للجماهير على نحو متزايد باستاد بارك دي برينس مع اقتراب الشوط الأول من نهايته قبل أن تعود الحياة للمواجهة في بداية الشوط الثاني.
وسدد سام فوكس لاعب ويلز برأسه بشكل سيئ خارج المرمى من عشرة أمتار وأطلق بيل – الذي سجل بالفعل هدفين من ركلتين حرتين في البطولة – تسديدة من ركلة ثابتة أخرى أنقذها الحارس مايكل مكجوفيرن.
وجاء هدف المباراة أخيرا قبل 15 دقيقة على النهاية كنتيجة للحظة الجودة الوحيدة في المباراة.
وانطلق بيل في الجناح الأيسر وأرسل تمريرة عرضية إلى منطقة الأمتار الستة حولها مكولي إلى شباك فريقه مع محاولته إبعاد الكرة بينما كان لاعب ويلز البديل هال روبسون-كانو في الانتظار خلفه على استعداد لوضع الكرة في الشباك.
ولم تقدم أيرلندا الشمالية الكثير من أجل التعويض واكتفت بإرسال كرات طويلة إلى منطقة جزاء ويلز في الدقائق الأخيرة قبل أن تنطلق احتفالات صاخبة بين جماهير ويلز المحتشدة في الاستاد بعد صفارة النهاية.