بيروت (أ ب)- وسط وقف إطلاق النار المتماسك منذ أسبوع في أغلب أرجاء سوريا، نظم معارضون للرئيس بشار الأسد تظاهرات محدودة اليوم الجمعة في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة للمطالبة برحيله.
تظاهر مئات السوريين في القطاع الشرقي لمدينة حلب وفي حي الوعر بمدينة حمص وفي محافظة إدلب، وطالبوا حكومة الأسد بإطلاق سراح المعتقلين ورفع الحصار، وهما من المطالب الرئيسية للمعارضة، وذلك قبل محادثات سلام من المقرر استئنافها في جنيف الأسبوع المقبل.
في الأثناء، وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إن مباحثات بشأن انتقال سياسي في سوريا سوف “تتسارع” مع تماسك الهدنة بأرجاء البلد الذي مزقته الحرب.
تكثفت المحادثات الدولية بشأن سوريا منذ سريان الهدنة السبت الماضي، على الرغم من أن وقف إطلاق النار لم يشمل سائر أرجاء البلاد.
فلم يتضمن “وقف الأعمال العدائية” الذي تم بوساطة أمريكية وروسية، تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، فضلا عن فصائل مسلحة أخرى مصنفة إرهابية من قبل الأمم المتحدة.
وقال أولاند بعد محادثات مع قادة روسيا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا، إن هناك اتفاقا على اغتنام الهدنة للتنسيق من أجل توفير مساعدات إنسانية وإطلاق عملية انتقال سياسي في سوريا.
بيد أنه حذر من المضي قدما بسرعة كبيرة، موضحا أن “فكرة إجراء انتخابات (برلمانية) مبكرة (في ابريل / نيسان) في سوريا تعد استفزازية تماما”.
وأعرب وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، من باريس أيضا، عن أمله أن يتيح وقف إطلاق النار في نهاية المطاف للمعارضة المعتدلة في سوريا وداعمي حكومة الأسد، العمل على تسوية ومحاربة المتطرفين سويا.
وبعد اجتماع عقد اليوم الجمعة مع نظرائه من فرنسا وألمانيا ومفوضية الاتحاد الأوروبي، قال هاموند “هذه الهدنة، وقف الأعمال القتالية، ليس بأل حال من الأحوار مثاليا، ولكنه خفض مستوى العنف، وخلق فرصة لبعض الوصول الإنساني”.
وقللت الهدنة الجزئية من العنف بصورة كبيرة في أنحاء البلاد المدمرة – وهو إنجاز ملحوظ في حرب قتل فيها ما لا يقل عن 250 ألف شخص ونزح نصف سكانها وهلكت بلداتها وقراها. ولآن اتفاق وقف إطلاق النار استثنى مناطق تحت سيطرة الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، لا يعد بعض العنف المتواصل انتهاكا للهدنة من الناحية الفنية.
وسرعان ما انزلق النزاع السوري الذي اندلع في مارس/ اذار 2011 كانتفاضة شعبية ضد حكم الأسد الاستبدادي – على خطى حركات الربيع العربي التي اجتاحت الشرق الأوسط – إلى حرب أهلية شاملة منحت جماعات مسلحين مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة فرصة الاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي.
وبات وقف إطلاق النار الحالي أكثر مبادرة واعدة في سنوات للمساعدة في إنهاء الحرب، ورفع من التوقعات قبيل استئناف محادثات السلام في جينيف المخطط لها الأربعاء.
وعلى الأرض في سوريا، أفادت جماعات ناشطة مؤيدة للمعارضة بعض الأعمال القتالية اليوم الجمعة بينها قصف وغارات جوية في مناطق مختلفة من البلاد.
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، ويتتبع الحرب الأهلية المستمرة منذ خمس سنوات، ضربت غارتان جويتان مدينة دوما الواقعة في أيدي المتمردين، على مشارف دمشق.
وقالت لجان التنسيق المحلية، جماعة ناشطة أخرى، إن ثمة ثلاث غارات جوية نسبت للطائرات الحربية الروسية.
ولا يزال جيش الإسلام، وهو تحالف من الجماعات المتمردة، يحافظ على تواجد كبير في منطقة دوما بعد طرد مقاتليه مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية من هناك في أغسطس/ اب الماضي. كما يعمل عدة مئات من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة.
وقتل مدني في دوما، وفقا للناشط المحلي يوسف البستاني، الذي يتبع “المكتب الإعلامي للقوات الثورية السورية” ومقره شرق دمشق.
وأورد المرصد ولجان التنسيق أيضا قصف القوات الحكومية السورية بلدة خان شيخون شمالي غرب البلاد، وقالا إن ثلاث نساء قتلن هناك.