إسطنبول (زمان عربي) – كشفت صحيفة” جمهوريت” التركية عن معلومات مثيرة ولافتة للانتباه بشأن اللقاء الذي عقد بين الرئيس رجب طيب أردوغان وسلفه الرئيس السابق عبد الله جول واستمر ثلاث ساعات مساء التاسع من فبراير/ شباط الماضي.
ويجري الحديث عن أن جول قال بعد خروجه من لقاء أردوغان في القصر الجمهوري في أنقرة للمقربين منه: “لقد قلت كل ما يجب قوله، وخرجت”.
وكان هذا اللقاء عقد بعد الزوبعة التي أُثيرت في أروقة القصر بسبب الانتقادات الحادة التي وجهتها شخصيات كبيرة ومهمة داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم تجاه أردوغان من أمثال بولنت أرينتش وحسين تشيليك وسعاد كليتش ونهاد أرجون وسعد الله أرجين.
وبحسب صحيفة” جمهوريت” التركية، يمكن جمع الانتقادات الحادة التي وجهها عبد الله جول لأردوغان تحت ثلاثة عناوين، هي السياسة الداخلية، والسياسة الخارجية، وكوادر الحزب.
وفيما يلي خبر الصحيفة المتعلق بهذا الموضوع:
لقد أجري لقاء بين الاثنين واستمر لما يقرب من ثلاث ساعات كما نعرف. إلا أن طول مدة اللقاء أثار علامات استفهام في الأذهان. وبحسب ما يروى تحدث أردوغان في الساعة الأولى من اللقاء. وصبر جول واستمع إلى أردوغان لكنه لم يتحمل ذلك أكثر وجذب الموضوع إلى الهدف الذي جاء من أجله وشرع في الحديث. وقال جول لأردوغان إنه جاء للحديث عن بعض الأمور.
وذكر جول أن الدولة آلت إلى وضعية لا يمكن إدارتها في سبيل تحقيق هدف واحد وهو تأسيس النظام الرئاسي. كما تحدث عن الاضطرابات التي تموج بها الساحة الداخلية والحرب المتواصلة على الساحة الخارجية والمستنقع الذي انجرفت إليه الدولة وفشل السياسة الخارجية. وأنه أشار إلى ضرورة صرف الأنظار عن حلم النظام الرئاسي.
وحسبما ذكرت مصادر بأروقة القصر تقدم أردوغان باقتراح إلى جول قائلا: “تعال أنت أيضًا وتحمل المسؤولية، ولنعطيك مهمة تنسيق السياسة الخارجية”. إلا أن هذا الاقتراح فتح المجال أمام جول لتوجيه انتقادات أخرى، حيث يُقال إنه رفض اقتراح أردوغان بعدما أوضح أن لم يبق أحد من مؤسسي الحزب الذي ساروا على الدرب معًا في البداية.
لا بد وأنكم شغوفون بمعرفة ما قاله أردوغان بعد حديث جول. لكن أروقة أنقرة أفادت بأنه اكتفى بالاستماع إليه فقط.
إلا أن جول الذي لا يتحدث مع أحد عقب مثل هذه اللقاءات في الظروف العادية توجه هذه المرة إلى منزل نائب رئيس الوزراء السابق بولنت أرينتش مباشرة ليلتقي بأصدقائه المعارضين لأردوغان وبعث برسالته بصورة قوية، حيث قال لهم: أنا بجواركم ومعكم.
حسنًا، ما الذي سيحدث بعد هذه المرحلة؟ يُعرف أن معارضي أردوغان عازمون على مواصلة نضالهم داخل الحزب أولًا. غير أن الكواليس تزعم أن المعارضين له يستعدون لتأسيس حزب جديد تحسبًا لاحتمال انتخابات مبكرة أو استفتاء.
وفي هذه المرحلة يدور الحديث عن حزب المركز (MEP) الذي تأسس بشكل احتياطي تجاه التصفيات التي أقدم عليها أردوغان في عام 2014.
جدير بالذكر أن الحزب الذي أسَّسه المحامي البروفيسور عبد الرحيم قارصلي تم تشكيله على نحو سريع واستطاع أن يحصل على حق الدخول في الانتخابات. إلا أنه خلد إلى النوم بشكل من الأشكال بسبب عدم إظهار جول وزملائه شجاعة الدخول في السياسة.
وحسب ادعاء في أروقة أنقرة سيُعاد إحياء هذا الحزب. بيد أن مصادر مقربة من حزب العدالة والتنمية تزعم أنه سيخرج حزب جديد من رحم العدالة والتنمية بدلا عن حزب المركز، ويُقال إنه سيحدث ما حدث في نموذج حزب الرفاه في السابق.
وبسبب اختلاف ما أفضى إليه النزاع الدائر بين “الجدد” و”القدامى” داخل حزب الرفاه وهو الانقسام. فإنه في حزب العدالة والتنمية لايزال الشجار الدائر بين “محبي أردوغان” و”معارضي أردوغان” مستمرًا.