اليونان (رويترز) – يعيش محمد آصف وعائلته بلا طعام وبلا مأوى وبلا أمن .. “المنزل” بالنسبة لهم عبارة عن غطاء أخضر خفيف مفروش فوق قطعة من البلاستيك على رصيف في أحد الأحياء القذرة بالعاصمة اليونانية.
ورغم أن آصف يبلغ من العمر 43 عاما فإنه يبدو أكبر بنحو 20 عاما على الأقل. وهو واحد من بين آلاف الأفغان الذين تقطعت بهم السبل في اليونان بعد أن تلاشت آمالهم في الوصول إلى ملاذ في شمال أوروبا نتيجة إغلاق الحدود من النمسا إلى مقدونيا.
وقال آصف لرويترز “نحن يائسون. تركنا أفغانستان لأننا من الهزارة وقد هددت طالبان بقتلنا ..(قتل) عائلتي بأكملها..ما الذي سنفعله الآن.”
ويتنافس 400 أفغاني معظمهم من الهزارة على مساحة محدودة على رصيف في حي فيكتوريا بالعاصمة اليونانية أثينا. والهزارة أقلية عرقية عانت طويلا من التمييز والاضطهاد في أفغانستان وقتلت حركة طالبان المتشددة الآلاف منهم في التسعينات.
وينام آصف وزوجته وطفلاهما (10 أعوام) و(13 عاما) في العراء منذ ثلاثة أيام.
وهناك غياب واضح للدولة اليونانية في حي فيكتوريا الذي كان ذات يوم من المناطق الراقية بأثينا لكنه أصبح الآن سيء السمعة.
وتشيع تجارة المخدرات والدعارة في هذا الحي. ولا توجد منشآت عامة وتتناثر الحفاضات المتسخة على رصيف متاخم لصناديق تكدست فيها القمامة. وتقوم مؤسسة خيرية مسيحية بتوزيع البسكويت وعصير البرتقال وكذلك الطعام من حين لآخر. وعلى مسافة أبعد جلست أمهات شابات مع أطفالهن الرضع على الرصيف.
وقال رجل يدعى علي خان رانجبار (28 عاما) من مدينة غزنة بوسط أفغانستان وينتمي لعرقية الهزارة مثل آصف ” سأظل هنا إلى أن تفتح مقدونيا حدودها.”
ومنذ 20 فبراير شباط تراجع عدد الأفغان الذين يعبرون إلى مقدونيا وقال شهود عيان إن المهاجرين يتم إبعادهم بالقوة من مواقع حدودية وإعادتهم بحافلات إلى أثينا.
وأطلقت الشرطة المقدونية الغاز المسيل للدموع اليوم الاثنين لتفريق مئات المهاجرين الذين اقتحموا الحدود من اليونان في الوقت الذين تتبادل فيه الدول الأوروبية المنقسمة بشدة في هذه المسألة الانتقادات اللاذعة حول كيفية التعامل مع أكبر أزمة إنسانية تشهدها القارة منذ عقود.
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن الأفغان يمثلون نحو الربع من بين مليون لاجئ ومهاجر فروا من بلادهم للتوجه إلى أوروبا العام الماضي.
وقال آصف “لم أعد امتلك أي أموال. دفعت 10 آلاف دولار للوصول إلى أوروبا… أرغب في الذهاب إلى ألمانيا أو السويد أو النمسا كي يحظى أولادي بمستقبل أفضل.”