شانلي أورفا (تركيا) (زمان عربي) – في الوقت الذي تصب فيه تركيا تركيزها على مشكلة اللاجئين السوريين يكافح الكثير من تركمان العراق من أجل العيش في مدينة شانلي أورفا الواقعة جنوب شرق البلاد.
https://youtu.be/b95UzwlWg5U
ويضطر اللاجئون المنسيون الذين يحملون قشعريرة الحرب إلى العيش في منازل متناهية في الصغر مع عشرات الأشخاص بعدما حكمت الحرب عليهم –ومعظمهم من الأطفال- بالغربة، حيث فقد الأطفال من أمثال الطفلين حليمة ورحيمة آمالهم.
الأحلام التي كانت تملأ منزلا كبيرا والحديقة التي كانت تفوح بالياسمين في العراق أصبحت والأرض سواء بقنبلة واحدة. وهربت حليمة فارس البالغة من العمر 13 عامًا وأسرتها في يأس من منزلها بعد قصفه.
وتحاول الأسرة التي نزحت إلى تركيا العيش في منزل نوافذه مكسورة وأبوابه مُغطاة ببطانية. وهم يظنون أنهم فروا من ويلات الحرب ولكن الحرب تتواصل وجودها في عين الطفلة حليمة وفي الصور التي ترسمها.
حليمة ترغب في تغيير العالم بصورها. وتؤمن بأن الألوان ستزيل ظلمة الحرب وآلامها. وعندما نسألها عن بلدها تبدأ في رسم منزلها في العراق، وتقول: “حديقتنا هي أكثر ما أشتاق إليه في بلدي”، وتضيف “منزلنا في العراق كان كبيرًا. وكانت لدينا حديقة تفوح برائحة زهرة الياسمين. كنا نزرع كل شيء بأنفسنا؛ الفاصوليا والبرتقال والباميا والبقدونس والشاي والعنب والتمر. لكني أشتاق كثيرًا إلى رائحة زهرة الياسمين. فهنا لا أجد هذه الرائحة”.
وجاءت حليمة مع أسرتها قبل عام إلى تركيا. حيث وصل بهم المطاف إلى تركيا في الرحلة التي بدأت في الموصل مرورًا بسوريا. وروت حليمة كيفية مجيئهم إلى مدينة شانلي أورفا على النحو الآتي: “كنا في منزلنا، وفوجئنا بمجيئ الطائرات، التي بدأت في القصف. وكانوا يحاولون قصف داعش ولكن القنابل كانت تسقط على منازلنا. خفنا كثيرا. وأخيرا سقطت قنبلة أمام باب منزلنا.. وانهارت جدران المنزل.. ومرضت في ذلك اليوم.. وبعدها رحلنا عن المنزل.. كان الجو باردًا.. كنا نحاول المرور إلى سوريا بعدما وضعونا في شاحنة بداخلها قمامة وعدد كبير من الناس.. كانوا يقولون إنهم يحملون قمامة إذا أوقفهم أحد على الطريق. بعدها دخلنا من حدود غازي عنتب بعد رحلة طويلة في الظلام. ثم استأجرنا منزلا في شانلي أورفا. وها نحن نحاول العيش هنا”.