بقلم: سماء دينكير – جريدة ميدان التركية
من المنتظر أن يشهد العالم مساء غد الأحد حفل توزيع جوائز الأوسكار الثامن والثمانين.
تتجه الأنظار نحو عدد من النجوم العالميين الذين من المتوقع حصولهم على الجائزة ومن أبرزهم النجم الأمريكي ليوناردو دي كابريو. قبل ساعات قليلة من انطلاق الحفل بدأ الجميع يترقب مصير جائزة أوسكار هذا العام وبدأت استطلاعات الرأي والدراسات تتحدث عن حصول دي كابريو على الجائزة.
وكان النجم ليوناردو دي كابريو ترشح للحصول على جوائز أكاديمية في 12 فرعًا، من خلال دوره في فيلم “العائد” “The Revenant”. كان من بينهم جائزة أفضل ممثل… رشح للحصول على جائزة أفضل ممثل أربع مرات، إلا أنه لم يحصل على الجائزة في أي منهم.. ومن الممكن أن نقول أن هناك 5 جوائز بعد أن ترشح للحصول على جائزة أفضل منتج.
ولكن لماذا؟ فقطاع التمثيل والإنتاج السينمائي، هو نفسه في كل مكان في العالم.. به العديد من القواعد القاسية.
هذا هو حال لجان التحكيم المسؤولة عن توزيع جوائز أوسكار، التي لا تبدي اهتمامًا للوسامة، أو النجاح، أو أن يكون النجم بطل أحلام الفتيات، أو حتى أن يتمتع بوجه وسيم طفولي (Baby Face). أنظروا إلى النجم براد بيت وانظروا أيضًا إلى جوائز أوسكار على مدار الثلاثين عامًا الماضية ستفهمون ما أقصد قوله…
لا أود أن أقصر الأمر على أن الجوائز تقدم لأصحاب الشخصيات السيئة أو حتى كبار السن؛ بالتأكيد يتمتع أولئك الذين حصلوا على جوائز أوسكار وجوائز عالمية أخرى بقدرات تمثيلية رائعة.. ولكن هناك في الوقت نفسه من لا يستحقها..
وعلى هذا المنوال تدور الدائرة كل عام مع اقتراب موعد توزيع الجوائز… في عامٍ من الأعوام قيل: “لابد أن يشارك النجم في دور شذوذ جنسي للحصول على جائزة أوسكار”، وفي عامٍ آخر، يقال: “يجب أن يلعب أدوارًا تساند قضية أصحاب البشرة السمراء”، أو حتى “لعب أدوار لها شخصية سيئة”.
وعلى سبيل المثال، أعلن عدد من النجوم والمخرجين أصحاب البشرة السمراء، عزوفهم عن حضور حفل توزيع الجوائز العام الجاري، بسبب عدم وجود أي نجم “أسمر” بين المرشحين للجوائز… زاعمين أن لجنة التحكيم تقوم بالتمييز بينهم.. وفي نهاية القول، فإنه عندما يكون الحديث عن جائزة، وأن تكون الجائزة هي أوسكار العالمية، فإن عنصر الإثارة والتخمينات لا يتوقف حتى اللحظات الأخيرة.. وبعدها تظهر نقاشات حول ما إذا كان الفائز بها كان يستحقها أو لا..
أمَّا إذا كانت اللجنة المسؤولة عن جوائز أوسكار لديها معايير ثابته لمنح الجوائز، فإن ليوناردو دي كابريو نجح هذه المرة في الجمع بين جميع الشروط في فيلمه الأخير.. وبخاصة من الناحية الجسدية.. فقد ابتعد هذه المرة عن أدواره ذات الوجه “الطفولي”، وأدى دورًا لـ”شخصية سيئة”. بالإضافة للعمل في ظروف قاسية (-40 درجة)…
وفي الحقيقة يعلن النجم في هذا الفيلم تحديه للجميع، ولنفسه، ولكل شيء… ولكن لنرى ماذا ستسفر عنه الساعات القليلة القادمة، هل سيجد مقابلًا لهذا التغيير الكلي الذي أجراه؟
أنا شخصيا أتمنى أن يحصل النجم دي كابريو، مساء غد، على هذه الجائزة والتي كان يستحقها منذ فترة كبيرة…