إسطنبول (زمان عربي) – في الوقت الذي يتواصل فيه التوتر بين تركيا والولايات المتحدة بتصريحات متبادلة عقب اعتبار الأولى وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري “منظمة إرهابية” وعدم إعلان الأخيرة ذلك بدأت هذه المرة نقاشات جديدة تفيد بضرورة إخراج تركيا من عضوية حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وبدا أن حكومة حزب العدالة والتنمية التي تسعى لاستخدام التوتر الحادث مع الدول الأعضاء في الناتو بالأخص كأداة في السياسة الداخلية تبتعد تدريجيًّا عن اللغة الدبلوماسية.
في هذا السياق، تناول البروفيسور سادات لاتشينار الخبير في العلاقات الدولية والأمن الدولي والشرق الأوسط والكاتبة وسالين ناسي المتخصصة في السياسة الخارجية بصحيفتي “حريت ديلي نيوز” و”شالوم” الدعوات التي تقول بأنه “يجب إخراج تركيا من الناتو” -التي بات يدور الحديث عنها بصوت عال لدى الرأي العام العالمي- وأسباب هذه الدعوات التي تكمن وراء الستار.
وأوضحت سالين ناسي، الكاتبة بصحيفة “شالوم” الأسبوعية، أنها ليست متأكدة من أن السلطات الحكومية التركية مدركة تمامًا للتكلفة التي ستتكبدها تركيا في حال إخراجها من عضوية الناتو.
وقالت ناسي إن مثل هذه التصريحات الصادرة من الدول الخارجية تهدف إلى إسكات تركيا وترويعها، مُضيفة: “اليوم لاتوجد قوة دفاع عسكرية منفردة لأوروبا على وجه الخصوص. وثمة نفور وعزوف في مصاريف الناتو. وفي حال إخراج تركيا من الناتو في مثل هذه الظروف فمن هي الدولة التي ستحمي باسمها الحدود الطبيعية مع روسيا؟ أرى أن ثمة محاولات لترويع تركيا”.
فيما أوضح البروفيسور لاتشينار أن الكثير من الدول الغربية لا تنظر إلى تركيا على أنها دولة غربية وأوروبية حقيقية، لافتًا إلى أن فئة معينة تنظر إلى تركيا كعبء على عاتق الناتو. وأضاف: “ثمة كثير من الناس لا يرون تركيا دولة غربية وأوروبية حقيقية في الناتو. وضعية تركيا داخل الكتلة الغربية لم يكن سهلًا في أي وقت من الأوقات. وفي الآونة الأخيرة، منذ 4 أو 5 سنوات، بدأ يزيد أعداد الذين يطالبون بضرورة عدم وجود تركيا في الناتو حيث يقولون إنها عبء عليه”.
وأفاد لاتشينار بأن تدهور العلاقات مع إسرائيل وإسقاط الطائرة الروسية له تأثير في نضوج هذه الأفكار، موضحًا أنه يتم التعريف بتركيا على أنها دولة “مغامرة وتتصرف وحدها دون استشارة الحلفاء”. وأشار إلى أن جزءًا من هذه الأخبار ردة فعل طبيعية وأن جزءًا آخر يحدث عمدًا.
ولفت لاتشينار إلى تصريحات وزير خارجية لوكسمبورج، قائلا: “هذه ليست تصريحات تصدر عن لوكسمبورج في العادة. إن هذا النوع من ردود الفعل والتصريحات البعيدة عن الدبلوماسية لا تسهم في العلاقات. فإن خرجت دولة مثل لوكسمبورج وقالت شيئا هكذا فيجب أن نعرف أنها تصريحات أبعد ما تكون عن رأي لوكسمبورج الشخصي. إن الدول الأوروبية مثل الأسرة الواحدة؛ وتركيا تعتبر مؤقتة داخل هذه الأسرة. فألمانيا التي لم تستطع أن تدلي بمثل هذه التصريحات، والولايات المتحدة التي تجنبت بعث مثل هذه الرسائل توظف الدول مثل لوكسمبورج للإدلاء بهذه التصريحات وبعث هذه الرسائل إلى تركيا.”