بيروت/موسكو (رويترز) – قالت روسيا إن الحكومة السورية وفصائل معارضة اتفقت على الانضمام لخطة وقف الأعمال القتالية اعتبارا من غد السبت لكن القتال استعر على جبهات عدة مع سعي المقاتلين لتحقيق مكاسب قبل ساعات من بدء سريان الاتفاق.
ومن المقرر أن يسري الاتفاق الأمريكي الروسي “لوقف الأعمال القتالية” اعتبارا من منتصف ليلة السبت (الجمعة 2200 بتوقيت جرينتش).
وبموجب الاتفاق الذي لم توقع عليه أطراف الصراع السوري بأنفسها حتى الآن رغم أنه لا يرقى لمرتبة وقف إطلاق النار يتوقع من الحكومة وخصومها وقف المعارك للسماح بوصول المساعدات الإنسانية للمدنيين واستئناف مباحثات السلام.
ولا يشمل اتفاق الهدنة فصائل متشددة كتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة وتقول الحكومة السورية وكذلك حليفتها روسيا إنها لن توقف القتال ضد هذه الفصائل. وينظر الغرب لفصائل معارضة أخرى بوصفها جماعات معتدلة ويقول إنه يخشى استغلال هذا الموقف من جانب السوريين والروس لتبرير الهجمات على هذه الفصائل.
ومع اقتراب ساعة الصفر لبدء تنفيذ اتفاق الهدنة وردت أنباء عن غارات جوية استهدفت مناطق تسيطر عليها المعارضة قرب دمشق مع احتدام القتال في مناطق كثيرة بغرب سوريا.
وأعلنت الحكومة السورية موافقتها على الخطة. وأعلنت الهيئة العليا للتفاوض قبولها للاتفاق لمدة أسبوعين رغم تحفظاتها الرئيسية على بنوده.
وحذرت الهيئة العليا للتفاوض من إمكانية استغلال الحكومة وحلفائها الاتفاق لمهاجمة فصائل معارضة بحجة مكافحة الإرهاب.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن الرئيس فلاديمير بوتين إن لدى روسيا معلومات تفيد بأن جميع الأطراف المتوقع شمولها باتفاق وقف الأعمال القتالية قد أعلنت استعدادها لذلك.
وأكد بوتين على مواصلة الأعمال القتالية ضد الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وفصائل أخرى تعتبرها الحكومة السورية منظمات إرهابية.
وقال الرئيس الروسي في موسكو “آمل أن يأخذ شركاؤنا الأمريكيون هذا أيضا في اعتبارهم.. وألا ينسى أحد أن هناك تنظيمات إرهابية أخرى بخلاف الدولة الإسلامية.”
واليوم الجمعة قال مصدر قريب من محادثات السلام السورية التي تتوسط فيها الأمم المتحدة إن “الأغلبية العظمى” من الجماعات المسلحة التي يحق لها المشاركة في وقف القتال في سوريا عبرت عن استعدادها لذلك.
* مساحة حركة
وتأمل الأمم المتحدة أن يوفر اتفاق وقف الأعمال القتالية فرصة لاستئناف مباحثات السلام في جنيف التي انهارت في وقت سابق هذا الشهر حتى قبل أن تبدأ.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الروسية إن مباحثات جنيف قد تُستأنف في السابع من مارس آذار المقبل. وفي نيويورك قال دبلوماسيون إن مجلس الأمن سيصوت اليوم الجمعة على مشروع قرار يتبنى خطة وقف الأعمال القتالية.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم عن 26 غارة جوية على الأقل وقصفا بالمدفعية استهدف بلدة دوما في منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة قرب العاصمة دمشق.
وأفاد عمال إغاثة بمقتل خمسة أشخاص على الأقل في دوما. ولم يتسن على الفور الوصول لمسؤولين بالجيش السوري للحصول على تعليق.
وتتعرض الغوطة الشرقية بشكل مستمر لهجمات من قبل الجيش السوري وحلفائه وهي معقل لجماعة جيش الإسلام المعارضة وهي من الفصائل الممثلة في الهيئة العليا للمفاوضات. وتستخدم هذه المنطقة كمنصة لإطلاق صواريخ وقذائف مورتر على دمشق.
وأورد المرصد السوري أيضا أنباء عن قصف وغارات جوية خلال الليل من قبل القوات الحكومية على محافظة حماة كما قال إن القوات الحكومية قصفت بالمدفعية محافظة حمص.
واستؤنف القتال أيضا عند الفجر بين المعارضة والقوات الحكومية في محافظة اللاذقية بشمال غرب سوريا حيث يستعيد الجيش وحلفاؤه المزيد من الأراضي من قبضة المسلحين قرب الحدود مع تركيا.
وقال متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن تركيا تشعر بقلق بالغ بشأن خطة وقف العنف في سوريا في ظل استمرار القتال على الأرض.
وزاد من تعقيد الدور التركي في اتفاق الهدنة عدم ثقتها في وحدات حماية الشعب الكردية التي تدعمها واشنطن في سوريا. وتعتبر أنقرة هذه الوحدات منظمة إرهابية وقصفت مواقعها في شمال سوريا خلال الأسابيع الماضية فيما تقول إنه رد على إطلاق نار عبر الحدود.
وتساند واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية في القتال ضد الدولة الإسلامية بسوريا.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الخميس إن بلاده عازمة على محاولة إنجاح اتفاق وقف الأعمال القتالية لكن “هناك العديد من الأسباب التي تدعو للتشكك.