بيروت (أ ب) – تمكنت القوات السورية المدعومة بالغارات الجوية الروسية من السيطرة على بلدة في محافظة حلب من يد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية اليوم الخميس فيما اعتبر تقدما مهما قبيل بدء سريان الهدنة التي تم التوصل إليها برعاية أمريكية-روسية.
وفي مدينة داريا بغوطة دمشق الغربية، التي تسيطر عليها قوات المعارضة، قال ناشطون إن الجيش السوري أسقط عشرات البراميل المتفجرة من مروحيات على المدينة المدمرة، بلغت بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان 50 برميلا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وحددت روسيا والولايات المتحدة منتصف ليل الجمعة موعدا نهائيا لبدء سريان وقف إطلاق النار بين القوات السورية وقوات المعارضة. بالرغم من التوقعات باستمرار القتال في عدة أماكن لأن الاتفاق يستثني الجماعات التي يصنفها مجلس الأمن الدولي جماعات إرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، الموالية لتنظيم القاعدة.
بلدة خناصر التي استولى عليها الجيش اليوم الخميس كان تنظيم الدولة الإسلامية قد استولى عليها يوم الثلاثاء ما تسبب في منع قوات النظام من الوصول إلى حلب، عاصمة المحافظة، بحسب الحكومة السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقالت وكالة سانا إن الجيش استعاد خناصر، الواقعة على بعد نحو 50 كيلومترا جنوب شرق مدينة حلب، بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات العنيفة وإن القوات الحكومية لا تزال تخوض قتالا ضاريا لإعادة فتح الطريق. وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد استولى على خناصر والتلال المحيطة بها، وقطع الطريق البري الرئيسي الحكومي إلى المدينة.
يأتي التقدم قبل وقف إطلاق نار من المفترض أن يبدأ في منتصف ليل الجمعة بهدف إنجاز وقف مؤقت للأعمال العدائية يعيد الحكومة السورية والمعارضة إلى طاولة المفاوضات في جنيف.
من جهة أخرى قال المبعوث الدولي لسوريا ستيفان دي ميستورا إنه سيعقد الاجتماع الأول لقوة العمل المعنية بمراقبة وقف إطلاق النار. وقال في حديثه إلى الصحفيين اليوم الخميس في جنيف، وتوقع يوما حاسما قبيل بدء الهدنة.
ووافقت المعارضة السورية على الالتزام بالهدنة لكنها عبرت عن شكوكها وتحفظاتها بشأن ما قالت إنه غموض وعدم وجود أي آلية واضحة لتنفيذ الاتفاق.
وردد رئيس الوزراء التركي هذه المخاوف اليوم الخميس، معبرا عن قلقه بشأن استمرار روسيا في ضرب المدنيين السوريين أو المعارضة المعتدلة خلال الهدنة. واتهم أحمد داود أوغلو روسيا بضرب المعارضة المعتدلة في سوريا خلال الأشهر الخمسة الماضية تحت ستار استهداف الجماعات الإرهابية.
وقال داود أوغلو إن وقف إطلاق النار “لن يكون ذا مغزى إذا استمرت روسيا في قصفها غير المسؤول.”
وفي الوقت نفسه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الخميس لوكالة الأناضول للأنباء التي تديرها الدولة إن طائرات سعودية ستصل “اليوم أو غدا” في قاعدة إنجرليك الجوية جنوبي تركيا للانضمام للقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
ومن العناصر الرئيسية لاتفاق وقف إطلاق النار وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة وتلك التي يصعب الوصول إليها في أنحاء سوريا. وأعلنت الأمم المتحدة أول عملية إسقاط جوي لما يصل إلى 21 طنا متريا من المساعدات أمس الأربعاء على مدينة دير الزور، الواقعة تحت حصار متطرفي الدولة الإسلامية. لكن برنامج الأغذية العالمي قال لاحقا إنه واجه “صعوبات فنية” وأشار إلى أن عملية الإسقاط ربما أخطأت هدفها.
وفي انعكاس آخر لصعوبة التضاريس عبر خطوط القتال الملتوية، حذر داود أوغلو المليشيات الكردية السورية من استغلال الهدنة المقبلة في سوريا وارتكاب أفعال تهدد أمن تركيا.
وقال أحمد داود أوغلو إن بلاده سترد على مثل هذه التصرفات وإن تركيا لن تكون ملزمة باتفاق وقف إطلاق النار المزمع تطبيقه هذا الأسبوع إذا شكلت المليشيات الكردية أي تهديد.
وتعتبر أنقرة الجماعة الكردية السورية منظمة إرهابية بسبب صلاتها بالمتمردين الأكراد في تركيا، كما قامت بقصف مواقع للمليشيات داخل سوريا بطول الحدود مع تركيا، وخاصة منطقة عفرين شمال غرب سوريا. ودعا مسؤول تركي إلى استثناء التنظيم الكردي من اتفاق الهدنة.