واشنطن (زمان عربي) – قال آلان ماكوفسكي أحد أبرز الخبراء في الشأن التركي بواشنطن إن كون وحدات حماية الشعب الذراع المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي هي القوة الفعالة الوحيدة التي تحارب ضد تنظيم داعش الإرهابي جعل من الصعب السيطرة عليها من قِبَل الولايات المتحدة مطالبا إدارة أوباما بضرورة أن تكون لديها القدرة على السيطرة عليهم أكثر.
من جانبه ناقش مركز (BipartisanPolicy Center)، وهو مؤسسة فكرية مقرها واشنطن، الخلاف الحادث بين تركيا والولايات المتحدة في موضوع حزب الاتحاد الديمقراطي التابع لمنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية. حيث أدلى إريك أدلمان السفير الأمريكي السابق لدى أنقرة وآلان ماكوفسكي أحد أبرز الخبراء في الشأن التركي بواشنطن، بتقييمات مهمة بشأن مسألة حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تسبب في تفاقم حدة التوتر بين الحليفين.
وقال ماكوفسكي الذي شارك في المؤتمر الذي نظمته المؤسسة الفكرية يوم الثلاثاء الماضي:”كنا ندرك حساسية تركيا في موضوع عدم دخول وحدات حماية الشعب إلى المنطقة الواقعة بين نهر الفرات ومنطقة عفرين. إذ إن عدم قدرتهم على تحقيق الابتعاد عن تلك المنطقة يعد مشكلة حقيقية بالنسبة لنا”.
وأشار ماكوفسكي الخبير بمركز التقدم الأمريكي (Center forAmerican Progress) إلى أن كون وحدات حماية الشعب الذراع المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي القوة الفعالة الوحيدة التي تحارب ضد تنظيم داعش الإرهابي جعل من الصعب السيطرة عليها من قِبَل الولايات المتحدة، معيدًا إلى الأذهان أن الولايات المتحدة أنقذت الحزب الديمقراطي من الاندثار في كوباني قبل عام ونصف العام.
وأوضح ماكوفسكي أن مسألة وحدات حماية الشعب أضرت بمصداقية الولايات المتحدة، محذرًا بضرورة أن تكون لديها القدرة على السيطرة عليهم أكثر. واعتبر بليزا ميزتال مدير الأمن الوطني بمركز (Bipartisan Policy Center) أن بعض عمليات وحدات حماية الشعب في المنطقة “نثير الإشكالات”، لافتًا إلى ضرورة السيطرة عليها أكثر من قِبَل الولايات المتحدة. وأوضح أن روسيا تسعى إلى إحداث انقسام أكبر داخل التحالف عن طريق استغلال الأكراد.
فيما قال السفير إريك أدلمان، في كلمة بنفس المؤتمر، إن اتهام الحركة الكردية بتنفيذ تفجير أنقرة الذي وقع في السابع عشر من فبراير/ شباط الجاري يعتبر إشارة سيئة جدًا بالنسبة لتركيا، موضحًا أن تركيا دخلت أكثر فأكثر في الدوامة التي أفضت إلى الانهيار الحادث في سوريا.
وشبّه ماكوفسكي موقف الرئيس رجب طيب أردوغان في موضوع سوريا بموقف الرئيس ليندون جونسون في فيتنام، زاعمًا أن سياسة تركيا التي يتابعها منذ 40 عامًا عند “أدنى” مستوياتها الآن.
كما أوضح أدلمان أن الحرب الأهلية التي تعصف بمنطقة جنوب شرق تركيا ستنتشر شرارتها إلى المناطق الأخرى من البلاد. فيما أوضح ماكوفسكي أن بعض أخطاء الأكراد أدت إلى الوصول إلى هذه النقطة، مضيفًا بقوله: “غير أنه للأسف الشديد أعادت تركيا مشاهد بعض نماذج الاشتباكات البشعة التي كنا نراها في عقد تسعينيات القرن الماضي”. وقال إن الصور الملتقطة في مدن جنوب شرق تركيا تذكرنا بسوريا.