برلين (زمان عربي) – يمر اللاجئون في ألمانيا بصدمة حادثة ولاية ساكسونيا الألمانية التي وقعت الأسبوع الماضي. حيث قطع نحو 100 شخص الطريق أمام عربة على متنها 25 لاجئاً وفدوا إلى قرية كلاوسنتز البالغ عدد سكانها 800 نسمة واعتدوا عليهم. وبدلا عن إبعاد المحتجين قامت قوات الشرطة بإنزال اللاجئين من السيارة بالقوة ونقلهم بصعوبة إلى مبنى ليقيموا فيه.
وتحدثت صحيفة” زمان” التركية مع هؤلاء اللاجئين الذين يتمسكون بالحياة في القرية. وتوجد المباني التي يقيم فيها اللاجئون مع 5 عائلات ألمانية خارج القرية في مكان قفر ويوجد بجوارها مساحة غابات واسعة. ومن الصعب العثور على أشخاص للتحدث والتواصل معهم.
ويوضح صادق رانتشبار وهو إيراني لجأ إلى ألمانيا مع أسرته قبل نحو 4 أشهر أن الألمان خلال هذه الفترة كانوا يساعدونهم لكن سكان قرية كلاوسنتز استقبلوهم بشكل سيئ جداً. إذ إنهم وفدوا من إيران عبر تركيا بعدما قطع مع زوجته الحامل آلاف الكيلومترات وقدم طفلهما إلى الدنيا في ألمانيا.
وأشار رانتشبار إلى أن ما حدث لهم في ملاوسنتز حطم كل أحلامهم بعدما بدأوا في التخطيط للمستقبل معتقدين أنهم نجوا.
ويعبّر رانتشبار عن مشاعره قائلا:”كنا خائفين جداً. احتضنت ابني ذا الـ50 يوما وبكيت. نحن لسنا في مأمن هنا ولا نستطيع الخروج. المكان قفر ونعجز عن النوم من شدة الخوف”.
أما شيوا التي قدمت مع أختها فتقول:” اعتقدنا أنهم تجمعوا للترحيب بنا. لكنهم كانوا يرغبون في مغادرتنا. لم نرغب أبداً في النزول من على متن تلك الحافلة. لكن ألمانيا لها عدة وجوه. فهؤلاء الذين يخبرونا أنهم سيقطعون رؤسنا لا يعكسون ألمانيا. فهؤلاء الناس غاضبون ربما هم بحاجة إلى بعض الوقت ليفهمونا. ونحن أيضاً لا نريد حياة مجانية.. فما نريده هو الربح بالعمل”.
أحد الوجوه التي تحدثت عنها شيوا يسارع بالظهور أثناء وجودنا في منزل رانتشبار. أنجيلا البالغة من العمر 33 عاماً والتي تعمل كمعلمة في المدرسة الإعدادية هى أحد من رأوا أنه لا بد من فعل شيئ وذلك عند مشاهدتها الصور على الإنترنت. إذ قدمت بسيارتها من مدينة ينا الواقعة على بعد 250 كيلومترا وكانت حقيبة السيارة ممتلئة بالأطعمة ومستلزمات الأطفال وملابس للكبار. وقامت بشراء كل هذه المستلزمات من النقود التي جمعتها مع أصدقائها.