إسطنبول (زمان عربي) – قال الكاتب الصحفي بصحيفة “يني شفق” الموالية لحكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا يوسف كابلان إن يغيت بولوت المستشار الاقتصادي لرئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان جاء بإملاءِ وضغطِ العسكر من أجل لي ذراع أردوغان.
وكان يوسف كابلان قد أشار إلى يغيت بولوت خلال حوار تليفزيوني له على قناة “تي آر تي” (TRT) الحكومية بقوله: “إنهم ينفخون (في أردوغان) عبر أصحاب أشعار هلامية أو هؤلاء أو أولئك.. إنهم أغرقوا البلاد بحيث باتت على وشك الانهيار.. فلماذا تجمِّد العلاقات مع الاتحاد الأوروبي؟ هل أصابك جنون!”.
إلا أن كابلان لم يسلم من انتقادات وهجمات وشتائم الجيش الإلكتروني الموالي للحكومة، بعد أن قال إن العسكر هو من وضع بولوت بين مستشاري أردوغان، علماً أن كبار قادة الجيش، بما فيهم رئيس هيئة الأركان العامة كانوا منحازين في ذلك الوقت لتنظيم أرجنيكون المسمى في تركيا بالدولة العميقة.
وأخيرًا وجه كابلان انتقادًا لاذعًا ليغيت بولوت خلال حواره مع إحدى محطات الإذاعة، قائلًا: “لقد انتشر أمثال هؤلاء في الفترة الأخيرة. فهم يوجهون القادة والزعماء على نحو لا يمكنهم أن يتخذوا قرارات صائبة صحيحة. إنهم أشخاص ذوو مهمة فرضهم البعض على هؤلاء القادة. والشخص الذي نتحدث عنه فرضه العسكر. فهم بهذه الطريقة يلوون ذراع السيد أردوغان. لذلك يجب حماية هذا المجتمع من الجميع، وبخاصة من أمثال هؤلاء الأشخاص”.
وخلال تصريحاته أكد كابلان أن تركيا أصبحت في عزلة في الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة، موضحًا أنه لم يعد للحكومة أية إمكانية لتطوير استراتيجية في سياستها الخارجية.
وفيما يتعلق بالملف السوري قال: “كان يجب على الحكومة التركية البحث عن حلول طويلة المدى، وأكثر استمرارية، وكذلك تتميز بتعدد الخيارات”، مشيرًا إلى أن تركيا لم تعد لها إمكانية وقدرة لتغيير المسار في سوريا.
وأوضح كابلان أن تدخل تركيا في الأزمة السورية عبر المعارضة يمثل مشكلة بحد ذاته، وقال: “من هم المعارضون؟ وما مدى قوتهم وتأثيرهم؟ لا نعرف ذلك. والواقع أن الظروف كانت جاهزة وحاضرة لإسقاط النظام الديكتاتوري في سوريا. إذ كانت 54 دولة اجتمعت واتفقت فعلاً على رحيل الأسد، واتخذت قرارًا مشتركًا. لكن كان هذا فخًا، وقد وقعنا فيه. وهنا وقعت تركيا في خطأ إستراتيجي؛ كان عليها وضع موازين القوى الدولية في الاعتبار. لذلك اضطررنا إلى قطع مسافة في سوريا بتكتيكات مؤقتة (دون استراتيجيات طويلة المدى)”.