ستوكهولم (زمان عربي) – ستمثل جمالا التي تنتمي لتتار القرم أوكرانيا في النسخة 61 من مسابقة يوروفيجن للأغاني التي ستقام في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وتروي الأغنية بعنوان “1944” التي تتضمن كلمات تركية المأساة الكبرى التي عاشها تتار القرم وترحيل الزعيم الروسي جوزيف ستالين لهم من أوطانهم.
وكانت جمالا وصلت للنهائيات بعد حصولها على أعلى درجات في التصفيات الأولية في أوكرانيا كما حظيت بإعجاب كبير في النهائيات. وفي نهائيات أوكرانيا لمسابقة يوروفيجن يوم الأحد الماضي اختارت لجنة التحكيم جمالا لتفوز بالمركز الأول لتمثل بهذا أوكرانيا في المسابقة النهائية بعد حصولها على 37% في تصويت الجمهور عبر الرسائل النصية.
ولم يستطع سكان جمهورية القرم ذاتية الحكم، التي احتلها الروس في عام 2013، المشاركة في التصويت ولم تسفر الطلبات التي تقدم بها قيادات المجلس القومي لتتار القرم إلى منظمي الحفل عن أية نتائج.
وعلقت جمالا على اختيارها للأغنية قائلة:”1994 تتعلق بكل الناس الذين عانوا في الماضي مثل الهولوكوست. يجب علينا ألا ننسى أبدا هذه المآسي وأن نمنح ذكرها في المستقبل”. الموهبة الشابة ناجحة إلى حد كبير من الناحية الموسيقية بقدر كلمات الأغنية.
ومما يزيد من فرص نجاح جمالا في ستوكهولم هو ثبات اللحن بسرعة في الأذهان إذ أنه لحن يحمل نفحات من موسيقى تتار القرم رغم كونه في شكل غربي.كما أن الأغنية تروي الآلام وعملية الترحيل الكبيرة التي عاشها تتار القرم ببساطة سيفهمها الشباب.
وتمتد جذور الأغنية إلى أيام طفولة الفنانة. ومن المحتمل أن تكون جمالا ورثتها عن جدتها التي فقدت طفلها أثناء الترحيل. فهي تمزج ببراعة قصة شخصية بطريقة عالمية. حتى أنه تم إعداد فيديو مُزج فيه آلام أتراك القرم وحياة المنفى المستمرة طوال سنوات واشتياقهم للعودة إلى وطنهم بمشاهد من فيلم ” Haytarma”.
وفي تصريحات لها لوكالة أخبار القرم قبل النهائيات أشارت جمالا إلى أنها أضافت للأغنية كلمات تركية خاصة قائلة:”أضفت إلى الأغنية كلمات خاصة من لغة تتار القرم. فأنا أردت أن يشعر الناس بهذه اللغة الرقيقة التي تحيط بك كالهمس. قد لا تفهم الكلمات لكنك ستبدأ في الإيمان بها لأن اللغة لها تأثير شعوري كبير”.
ولدت جمالا في قيرغيزيستان عام 1983 بسبب ترحيل ستالين أسرتها إلى آسيا الوسطي. ففي ظل الحرب العالمية الثانية تم ترحيل أكثر من 200 ألف من تتار القرم في 18 مايو/ آيار عام 1944 إلى أحد الجوانب الأربعة للاتحاد السوفيتي وعلى رأسها أوزبكستان وكازاخستان وقيرغيزيستان بدعوى تحالفهم مع الألمان أعداء الاتحاد. وبعد استقلال القرم عقب انهيار الاتحاد السوفيتي عادت إلى وطنها القرم.