دمشق (أ ب)- أعلنت الحكومة السورية والمظلة الرئيسية لجماعات المعارضة قبولهما بهدنة أمريكية – روسية مقترحة بشروط، والتي يأمل المجتمع الدولي أن تعيدهما إلى مائدة التفاوض في جنيف لإجراء محادثات من أجل إنهاء الحرب.
يأتي الإعلان بعد يوم من اتفاق الولايات المتحدة وروسيا على دخول هدنة جديدة في سوريا حيز التنفيذ يوم السبت، وحتى مع بقاء الأسئلة الكبرى حول تطبيق تلك الهدنة بلا أجوبة.
لن تتضمن الهدنة تنظيم الدولة الإسلامية أو جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة أو أي مليشيات أخرى اعتبرها مجلس الأمن الدولي بالأمم المتحدة منظمات إرهابية.
لكن مازال يجب الاتفاق على أي الأماكن في سوريا يجب أن يتوقف فيها القتال وأين ستستمر عمليات مكافحة الإرهاب.
الخطة المكونة من خمس صفحات والتي أعلنت عنها الخارجية الأمريكية لا تحدد كيف يمكن تحديد انتهاكات وقف إطلاق النار وكيف يمكن تنفيذ عقاب مناسب لذلك.
وقال بيان وزارة الخارجية اليوم الثلاثاء إن النظام السوري يقبل بالهدنة المقترحة، مضيفا أن العمليات العسكرية ستستمر ضد تنظيم الدولة الإسلامية وفرع تنظيم القاعدة في سوريا و”الجماعات الإرهابية الأخرى المرتبطة بهما”.
جاء في بيان الوزارة أن الحكومة السورية تؤكد على حق قواتها المسلحة في الرد على أي انتهاك تقوم بها هذه الجماعات.
جاء قرار الحكومة السورية بعد إعلان “الهيئة العليا للمفاوضات”، الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، مساء الاثنين أنها “توافق على هدنة مؤقتة” طالما تم استيفاء مطالب المعارضة الرئيسية.
وقالت “الهيئة العليا للمفاوضات” إن قبولها للهدنة مشروط بإنهاء الحكومة السورية حصارها لثمان عشرة منطقة تسيطر عليها المعارضة والإفراج عن المعتقلين ووقف القصف الجوي والمدفعي.
وقال طلال سيلو، المتحدث باسم تحالف القوى الديمقراطية السورية لأسوشيتد برس إن جماعته ليست ملزمة بالهدنة لأنها تقاتل ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا.
وقال سيلو، الذي باتت جماعته واحدة في أكثر القوى فعالية في قتال متطرفي الدولة الإسلامية، “لو أننا كنا نقاتل ضد النظام السوري أو الجيش السوري الحر (المعارض)، فسوف نلتزم بالهدنة”.
يقترح الاتفاق الأمريكي-الروسي وقف الأعمال العدائية بداية من متصف ليل الجمعة بالتوقيت المحلي.
يقول الاتفاق “العمليات العسكرية، التي تضم الغارات الجوية التي تنشها القوات المسلحة للجمهورية العربية السورية، والقوات المسلحة الروسية والتحالف الذي يواجه تنظيم داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) بقيادة الولايات المتحدة، سوف تستمر ضد داعش وجبهة النصرة والمنظمات المصنفة إرهابية من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
وأعرب بعض السوريين في بلدة القامشلي عن تشككهم في الالتزام بالهدنة.
وقال بكر السفير لوكالة “عرب 24” للأنباء، “بكل صراحة، أنا متشائم ما لم يكن هناك تطور جديد على الساحة الدولية. إذا أراد المجتمع الدولي وقف نزيف الدم، والقتل والقصف، لكان ذلك قد حدث منذ ثلاث أو أربع سنوات”.
وقالت رويدة أيوب، ساكنة اخرى، إن الشعب لا يزال يأمل لكن “للأسف، بقدر ما خدعونا وكذبوا علينا في السابق، لا نصدقهم”.
كان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، قد علق أحدث محادثات حول سوريا في جنيف يوم الثالث من فبراير/ شباط، لوجود خلافات كبيرة بين الجانبين، والتي فاقمتها زيادة القصف الجوي والهجوم العسكري الحكومي واسع النطاق تحت غطاء من الضربات الجوية الروسية.
لم يتضح على الفور ما إذا كان دي ميستورا سيحدد موعدا جديدا لاستئناف المباحثات التي كان من المقرر لها أن تبدأ الخميس. الأسبوع الماضي، نقلت صحيفة سويدية عن دي ميستورا قوله إن المباحثات السورية لن تستأنف في جنيف 25 فبراير/ شباط كما كان يأمل، مضيفا أنه لا يستطيع “واقعيا” إعادة أطراف الصراع السوري إلى مائدة المفاوضات بحلول ذلك الوقت، “لكننا ننوي القيام بذلك قريبا”، على حد قوله.
نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا مساء الاثنين أن قافلة مساعدات إنسانية مكونة من 44 شاحنة دخلت إلى المعضمية المحاصرة في ضواحي دمشق. وتم التوزيع تحت إشراف الهلال الأحمر السوري والأمم المتحدة.
الثلاثاء، نقل التلفزيون الرسمي دخول المساعدات لضاحية أخرى تسيطر عليها قوات المعارضة، وهي كفر بطنا.
يأتي التوزيع الأخير فيما بدأ بيتر مورير، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، زيارة تستغرق خمسة أيام إلى سوريا، وهي الرابعة له منذ توليه منصبه في 2012.
قال مورير في بيان “هذا موقف حرج في اللحظة الراهنة مع ملايين المحتاجين والهدف بالطبع من هذه الرحلة هو تصعيد عملياتنا لجلب أفضل مساعدة ممكنة إلى الشعب السوري.”
في شمال سوريا، استولى تنظيم الدولة الإسلامية الثلاثاء على بلدة خناصر، ليقطع بذلك خطوط إمداد القوات الحكومية بين مدينة حلب شمالي البلاد ووسط وغرب سوريا.
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن مقاتلي الدولة الإسلامية استولوا على خناصر بجانب 12 تلة حولها. كما أوردت وكالة أعماق للأنباء، وهي فرع إعلامي للتنظيم المتطرف، أن الدولة الإسلامية “تسيطر بشكل كامل” على البلدة الواقعة جنوب شرق حلب.
وقال المرصد إن 35 جنديا و16 مقاتلا قتلوا في المعارك، مضيفا أن كثيرين أصيبوا. تقع خناصر على طول الطريق الوحيد لوصول الحكومة إلى حلب، ثاني أكبر مدينة والتي كانت مركزها التجاري في يوم من الأيام.
قال المرصد، الذي يتتبع الحرب الأهلية السورية، الثلاثاء إنه وثق مقتل 271138 شخصا منذ بداية الأزمة في البلاد منذ خمس سنوات. وقال إن الحصيلة الحقيقية للقتلى أعلى بنحو 100 ألف من الرقم الصادر الذين قال المرصد إنها قائمة على أسماء القتلى.
وتقول الأمم المتحدة، التي أصدرت حصيلة القتلى قبل عدة أشهر، إن الحرب قتل فيها 250 ألف شخص.