عمان، الأردن (أب)- أعلن وزير الخارجية الأمريكية جون كيري التوصل إلى “اتفاق مؤقت” لوقف إطلاق نار قد يبدأ خلال الأيام القليلة القادمة في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ نحو خمس سنوات.
قال كيري إنه تحدث صباح اليوم مع نظيره الروسي سيرغي لافروف لمناقشة بنود الاتفاق، ويتعين على الاثنين التواصل مع جميع أطراف الصراع.
وأضاف أن كل طرف ينبغي أن يوافق بشكل تلقائي على هذا الأمر، لكنه أردف قائلا “هناك خيار صعب أمام الجميع هنا”.
ولم يخض كيري في تفاصيل الاتفاق، قائلا إنه “لم يتم بعد”. لكنه أبدى أمله في أن يعقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين محادثات قريبا، على أن يبدأ التنفيذ بعد ذلك.
وقال كيري “يجري حاليا الانتهاء من طرائق وقف الأعمال العدائية. في الواقع، نحن أقرب إلى وقف إطلاق النار اليوم مما كنا عليه. وقف الأعمال العدائية … ممكن خلال هذه الساعات المقبلة”.
ولم تعلق وزارة الخارجية الروسية على تصريحات كيري. وقالت إن لافروف وكيري تحدثا عبر الهاتف اليوم الأحد لليوم الثاني على التوالي، وناقشا “وسيلة وشروط” وقف إطلاق النار في سوريا والذي من شأنه استبعاد الجماعات التي يعتبرها مجلس الأمن منظمات إرهابية.
وقال الرئيس السوري بشار الأسد في تصريحات نشرت اليوم الأحد إن حكومته مستعدة للمشاركة في هدنة شريطة ألا تستغلها الأطراف الأخرى لتعزيز مواقعها.
وقال الأسد لصحيفة إل بايس: “أعلنا أننا مستعدون.”
وقال الأسد متحدثا باللغة الإنجليزية خلال المقابلة، الذي بثتها وكالة أنباء سانا “المسألة تتعلق أولا بوقف النار.. لكن أيضا بالعوامل الأخرى المكملة والأكثر أهمية.. مثل منع الإرهابيين من استخدام وقف العمليات من أجل تحسين موقعهم. كما يتعلق بمنع البلدان الأخرى.. وخصوصا تركيا.. من إرسال المزيد من الإرهابيين والأسلحة.. أو أي نوع من الدعم اللوجستي لأولئك الإرهابيين.”
وتشير حكومة الأسد إلى المعارضة المسلحة باعتبارها جماعات إرهابية. وتأتي تركيا والسعودية على رأس الدول الداعمة لفصائل المعارضة.
واشتد القتال في سوريا خلال الأسابيع الأخيرة ولم يتم الالتزام بمهلة سابقة لوقف الأنشطة العسكرية. الولايات المتحدة وروسيا وغيرها من القوى العالمية اتفقت في 12 فبراير/شباط على اتفاق يدعو إلى وقف الأعمال العدائية في غضون أسبوع، وتقديم المساعدات العاجلة إلى المناطق المحاصرة من سوريا، والعودة إلى محادثات السلام في جنيف.
علق مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا أحدث محادثات بشأن سوريا في الثالث من فبراير/شباط بسبب خلافات كبيرة بين الجانبين، والتي تفاقمت جراء القصف الجوي المتزايد والهجوم العسكري الواسع للقوات السورية وحلفائها تحت غطاء من الضربات الجوية الروسية. وازداد الوضع الإنساني تدهورا، مع ما يقدر ب 13.5 مليون سوري في حاجة إلى المعونات، بما في ذلك 6 ملايين طفل.
“السلام أفضل من المزيد من الحروب”، هكذا قال كيري وهو يقف بجانب ناصر جودة وزير خارجية الأردن، وهو البلد الذي يستضيف 635 ألف لاجئ سوري. وأضاف كيري “الحل السياسي أفضل من محاولة غير مجدية للسعي للتوصل إلى حل عسكري والذي يمكن أن يؤدي إلى الكثير جدا من اللاجئين، والكثير جدا من الجهاديين، والكثير جدا من الدمار، وربما حتى التدمير الكامل لسوريا نفسها”.
ومع ذلك، كرر كيري إعلان موقف الولايات المتحدة منذ فترة طويلة بأن أي حل سياسي للصراع لن ينجح إذا بقى الرئيس السوري بشار الأسد على رأس الدولة. وقال “لا ترتكبوا هذا الخطأ. لا يمكن التوصل إلى حل للحرب الأهلية السورية من خلال أي تحالف عسكري مع الأسد؛ دعوني أوضح ذلك”.
وقال إن على روسيا الآن إجراء محادثات مع الحكومة السورية وإيران التي تدعم الأسد، وعلى الولايات المتحدة إجراء محادثات مع المعارضة وأعضاء من المجموعة الدولية لدعم سوريا. وأضاف أنه يعرف أنه كل طرف لن يوافق تلقائيا على الاتفاق الذي تم التوصل إليه لوقف إطلاق النار.
وقال كيري “هناك خيار واضح للجميع هنا”.
وأضاف: “أعرف كم العمل الذي لا يزال يتعين القيام به، ولا أعلم ما إذا كان الجميع سوف يفي بالتزاماته. لا أستطيع أن أجزم بذلك، لا يمكن للولايات المتحدة أن تتأكد من ذلك”.
وقال إن قضايا التطبيق لا تزال بحاجة إلى حل، بالإضافة إلى الكيفية التي ستتم بها معالجة أي خروقات.
في وقت لاحق، التقى كيري الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان. ومن المقرر أن يطير إلى العقبة لعقد اجتماع مسائي مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
AP