اسطنبول (رويترز) – قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن وحدات حماية الشعب الكردية السورية استخدمت أسلحة أمدتها بها الولايات المتحدة ضد المدنيين وهي وحدات تتهمها أنقرة بالوقوف وراء تفجير انتحاري أسفر عن سقوط قتلى.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة “لم تقدم أي أسلحة من أي نوع لوحدات حماية الشعب” فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتصل هاتفيا بإردوغان ليعزيه في ضحايا تفجير الأربعاء الماضي في العاصمة التركية.
وترى واشنطن في المقاتلين الأكراد السوريين حلفاء يمكن الاعتماد عليهم ضد تنظيم الدولة الإسلامية لكن أنقرة تعتبر هذه الوحدات منظمة إرهابية ذات صلة بمسلحين أكراد يشنون حملة مسلحة في أراضيها منذ عقود.
ويمكن أن تؤدي القضية لحدوث خلافات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي في مرحلة مهمة من الحرب السورية حيث تسعى الولايات المتحدة لمواصلة محادثات مكثفة مع روسيا حليفة سوريا لتنفيذ اتفاق “لوقف الأعمال القتالية”.
وتحمل تركيا وحدات حماية الشعب الكردية المسؤولية عن التفجير الانتحاري الذي أودى بحياة 28 شخصا غالبيتهم جنود.
لكن جماعة كردية منشقة في تركيا أعلنت مسؤوليتها عن التفجير وقالت إنها ستستمر في شن الهجمات ردا على سياسات إردوغان.
وقبل الاتصال مع أوباما قال إردوغان إنه حزين لرفض الغرب اعتبار حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية جماعة إرهابية وقال إنه سيوضح لأوباما خلال اتصال هاتفي كيف ساعدت الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة تلك الوحدات.
وقالت مصادر بالرئاسة التركية إن الاتصال الهاتفي استمر لساعة و20 دقيقة.
وقال إردوغان للصحفيين في اسطنبول “سأقول له (أوباما).. انظر كيف وأين تستخدم الأسلحة التي تقدمونها.”
وأضاف “قبل شهور أثناء اجتماعي معه (أوباما) أبلغته أن الولايات المتحدة تقدم أسلحة. وصلت ثلاث طائرات محملة انتهى المطاف بنصفها في أيدي داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) ونصفها في أيدي حزب الاتحاد الديمقراطي.”
وأضاف “ضد من استخدمت هذه الأسلحة؟ استخدمت ضد مدنيين هناك وتسببت في مقتلهم.”
وكان إردوغان يشير على ما يبدو لعملية إسقاط جوي نفذتها الولايات المتحدة بواقع 28 حزمة من الإمدادات العسكرية في أواخر 2014 كانت موجهة لمقاتلين أكراد عراقيين قرب مدينة عين العرب (كوباني) السورية. وقال مسؤولون بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في ذلك الوقت إن إحدى الحزم سقطت في أيدي الدولة الإسلامية بينما قال البنتاجون بعد ذلك إنه استهدف الحزمة المفقودة بغارة جوية ودمرها.
وقالت الولايات المتحدة إنها لا تعتبر وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية. وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية أمس الخميس إن واشنطن لا يمكنها أن تنفي أو تؤكد اتهام تركيا للوحدات بأنها وراء تفجير أنقرة.
ودعا تركيا أيضا لوقف قصفها لوحدات حماية الشعب. ونفى الجناح السياسي للوحدات وهو حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي أن الوحدات وراء الهجوم وقال إن تركيا تستغل تفجير أنقرة لتصعيد القتال في شمال سوريا.
* “متضاربة ومحيرة”
قالت الحكومة التركية إن هجوم أنقرة الذي فجرت فيه سيارة محملة بالمتفجرات قرب حافلات للجيش كانت في انتظار إشارة للمرور نفذته وحدات حماية الشعب الكردية من شمال سوريا بالتعاون مع المسلحين الأكراد داخل تركيا.
لكن جماعة صقور حرية كردستان وهي جماعة كانت يوما على صلة بحزب العمال الكردستاني أعلنت في بيان بموقعها الإلكتروني اليوم الجمعة عن مسؤوليتها عن التفجير. وقالت إن المفجر كان تركيا يبلغ من العمر 26 عاما.
وليس من المرجح أن يشكل إعلان الجماعة مسؤوليتها فارقا في مطلب تركيا لواشنطن بوقف دعمها للمقاتلين السوريين الأكراد.
وفي وقت سابق اليوم اتهم وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الولايات المتحدة اليوم الجمعة بالإدلاء بتصريحات متضاربة بشأن وحدات حماية الشعب الكردية.
وصرح تشاووش أوغلو بأن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال له إنه لا يمكن الوثوق بالمقاتلين الأكراد فيما وصفه الوزير التركي بأنه اختلاف عن الموقف الرسمي لواشنطن.
وقال الوزير التركي “حين تنظر لبعض البيانات الصادرة من أمريكا.. ستجد أن بيانات متضاربة ومحيرة لا تزال تصدر.. أسعدنا أن نسمع من جون كيري أمس أن وجهة نظره فيما يتعلق بوحدات حماية الشعب الكردية قد تغيرت.”
وبعد ساعات من هجوم أنقرة قصفت الطائرات التركية قواعد في شمال العراق لحزب العمال الكردستاني الذي خاض تمردا على مدى ثلاثة عقود ضد تركيا.
وقالت القوات المسلحة التركية أن جنديين وضابط شرطة قتلوا اليوم الجمعة في هجوم لحزب العمال الكردستاني في حي صور جنوب شرق مدينة ديار بكر والتي فرض في أجزاء منها حظرا للتجول على مدار الساعة منذ ديسمبر كانون الأول.
وقتل ثلاثة جنود آخرين في انهيار مبنى في ذات الحي.